حول تجربة سميرة سعيد فى برنامج «صوت الحياة» وألبومها الغنائى الجديد دار معها هذا الحوار. * بداية ما المغرى فى برنامج «صوت الحياة» علماً بأنك رفضت المشاركة من قبل فى أكثر من برنامج؟ - فى البداية كنت أشعر بأنه مجرد عرض ولن أقبله، مثل كثير من العروض التى تلقيتها ورفضتها، وفكرت كثيراً لأتخذ قرارى بالموافقة، وأنا بطبعى حذرة قبل اتخاذ أى قرار أو خطوة، وعندما عُرضت علىَّ المشاركة فى لجنة تحكيم «صوت الحياة» وجدت أن الفكرة جديدة ومختلفة بعض الشىء عن نوعية البرامج التى تقوم باكتشاف المواهب، كما أنها تعتبر النسخة العربية من برنامج عالمى، كما وجدت أن هناك كثيراً من العناصر الإيجابية المتوافرة فى التجربة، مما يجعلها مؤهلة لأن تخرج بشكل محترف، ولذلك قررت الموافقة على خوض أولى تجاربى فى هذه النوعية من البرامج. * وكيف تلقيت ردود الأفعال بعد عرض المرحلة الأولى من البرنامج؟ - أنا لم أستطع أن أتابع المرحلة الأولى للبرنامج فى عرضه الأول من الرهبة؛ لأننى دائماً أخشى على صورتى ومكانتى عند جمهورى، وخاصة أنها أول تجربة لى فى هذه البرامج، وأنتظر أن أسمع ردود أفعال أصدقائى والمقربين منى بعد عرض البرنامج، وأتابع الحلقة فى الإعادة حتى أقيم نفسى، فأنا أنتقد نفسى قبل أن ينتقدنى أحد حتى أتعلم من أخطائى. * هل تأثر عرض برنامج «صوت الحياة» ببرنامج «The Voice» الذى يعتبر الأعلى مشاهدة فى الوطن العربى؟أثق فى قدرة المصريين على عبور محنة التغيير - لا يمكن مقارنة برنامج «صوت الحياة» ببرنامج «The Voice» من حيث الإنتاج الضخم ونسبة المشاهدة؛ لأن برنامج «صوت الحياة» يعتبر برنامجاً «محلياً» يقتصر على المشاركين من مصر فقط، على عكس برنامج «The Voice» الذى يشارك فيه متسابقون من جميع أنحاء الوطن العربى. * ألا تعتقدين أن احتواء البرنامج على مواهب من جنسيات مختلفة كان أفضل من أن يكون «محلياً»؟ - من وجهة نظرى أن الموهبة ليست لها جنسية، ومن الصعب أن نقوم باختيار الموهبة وفقاً لجنسية بلدها، ولا أعتبر أن البحث عن المواهب فى مصر فقط يعتبر مشكلة فى البرنامج. * البعض اعترض على إلقاء المتنافسين فى «حفرة».. واعتبروا ذلك استهانة بأحلام المتسابقين؟ - موضوع «الحفرة» التى يقع فيها المتسابقون الذين يخرجون من المنافسة تعتبر إطاراً شكلياً يميز البرنامج، والمتسابقون وافقوا عليه كنوع من إعطاء الحيوية للمنافسة، كما أن هذا يحدث فى النسخة العالمية من البرنامج. * هل تابعت برنامج «The Voice»؟ - تابعت بعض الحلقات من البرنامج وأعجبتنى التجربة وأعجبنى أداء وشخصيات كاظم وعاصى وصابر وشيرين. * ما رأيك فى أداء شيرين فى هذا البرنامج، وهل تعتقدين أنها تستطيع أن تقيم الأصوات؟ - الموضوع لا يقاس بالسن، فمن الممكن أن تجد شاباً فى العشرينات ولديه ثقافة ومعرفة لا يملكها رجل فى الستينات، وأعجبتنى تجربة شيرين فى البرنامج؛ فهى مطربة متميزة وأداؤها جذاب، وتتمتع بحضور خاص ولا يقاس الموضوع بالسن. * فى رأيك ما سبب اتجاه عدد كبير من المطربين للمشاركة فى برامج اكتشاف المواهب فى الفترة الأخيرة؟ - يعتبر نوعاً من الوجود فى ظل حالة الكساد التى يعانى منها سوق الكاسيت فى السنوات الأخيرة، وهذه النوعية من البرامج تساعد فى وجود المطرب على الساحة الفنية. * هاجم البعض برامج اكتشاف المواهب وقالوا كيف يستطيع مطرب أن يقيم مطرباً آخر مثله؟ - المطرب لديه الخبرة لتقييم الأصوات، وهذه تعتبر من وظيفته، كما يعلم الأداء والصوت والحالة النفسية للمتسابق لأن لديه خبرة أكثر فى الوقوف على المسرح، والكل كان يعانى من الرهبة أمام الجمهور، وأنا على سبيل المثال فى بدايتى كنت أخاف عندما أكون على المسرح، وأحياناً كان يهتز صوتى من كثرة الخوف، لهذا أراعى ذلك فى المتسابقين الذين يقفون أمام لجنة تحكيم لأول مرة، وطلبت من أكثر من متسابق أن يعيد الأغنية حتى يتغلب على الخوف لأنى أشعر بموهبته الداخلية ولكن الخوف قد يضيعها إذا لم يشعر بها أحد. * ما معيارك لاختيار الأصوات فى البرنامج؟ - أول شىء هو الإحساس فى الغناء، وثانى شىء خامة الصوت، وثالثاً القدرة والتميز فى العُرَب أو «الحليات» أثناء الغناء وكيف يدير صوته. * إلى أين وصلتِ فى ألبومك الجديد بعد غياب 5 سنوات؟ - انتهيت من التحضير لبعض أغانى الألبوم، وسبب تأخيرى كل هذه الفترة هو حرصى على دمج أنواع من الموسيقى فى الألبوم الجديد، لأنه لا بد من تقديم ما يواكب تفكير هذا الجيل، بالإضافة إلى أن مشاركتى فى برنامج «صوت الحياة» عطلنى عن الألبوم، وأتعاون فى الألبوم مع مجموعة من الأسماء لأول مرة منهم الشاعر هانى عبدالكريم والملحن محمد رحيم والمطرب الموهوب محمود العسيلى الذى أتعاون معه فى أكثر من أغنية. * ألا تشعرين بالخوف من تقديم ألوان مختلفة من الموسيقى لم تقدميها من قبل على مدار تاريخك الفنى؟ - المغامرة محسوبة، ولكن التجديد أيضاً مطلوب وأنا أختار ما يناسبنى من الألوان الغنائية وذلك لأنى حريصة على صورتى أمام جمهورى.شواهد كثيرة تفرض نفسها على الواقع، وكلها تدعو إلى الإحباط والابتعاد بسبب الحملات المضادة للفن فى مصر، ورغم ذلك تتمسك الفنانة سميرة سعيد بالأمل، وتدرك جيداً أنه مهما كثرت الأخطاء وتعاظمت المواقف سوف تتغير ملامح الصورة، فالشعب المصرى من وجهة نظرها يمتلك إرادة التغيير، ولديه أحلام ناطقة متحركة * هل تعتقدين أن هذا التأخير أثر عليك بعد أن أصبحت الساحة مزدحمة بالمطربين؟ - إطلاقاً.. فأنا منذ بدايتى وأنا أقدم أغانى تعيش فى وجدان الجمهور، ودائماً متميزة وبعيدة عن الأفكار التقليدية عن الحب والهجر، وغيرها من المواضيع المستهلكة، وأبحث باستمرار عن أعمال تعيش مع الجمهور، وما زالت الأغانى التى قدمتها فى الثمانينات يطلبها منى الجمهور فى الحفلات ويرددونها. * لماذا تقومين بإنتاج ألبومك الجديد بنفسك؟ - هذه ليست المرة الأولى التى أخوض فيها تجربة الإنتاج، وعندما جئت إلى مصر فى بدايتى أنتجت أول أعمالى، وفضلت أن أنتج ألبومى الجديد لكى أتحرك بحرية وأقدم ما أريد بالشكل الذى أريده دون ضغوط، فى ظل الأوضاع الحالية التى يمر بها سوق الكاسيت، والتى جعلت المنتجين الكبار يفضلون التوقف عن إنتاج الألبومات. * قمتِ بتجربة إعلانية لإحدى الشركات المغربية هذا العام فهل تفكرين فى خوض تجربة التمثيل فى المرحلة القادمة؟ - لا أفكر فى خوض تجربة التمثيل بشكل نهائى فى هذه المرحلة، وربما تتغير الفكرة فيما بعد؛ لأنى بطبعى داخلى نشاط كبير وطاقة لتقديم كثير من الأعمال. * وما رأيك فى ظاهرة اتجاه عدد كبير من المطربين إلى التمثيل مؤخراً؟ - هذه ليست بالظاهرة الجديدة بل هى موجودة من زمان، وأنا أرى أن التمثيل إضافة للمطرب؛ فهو يحقق له مزيداً من الانتشار، ولكن هذا للمطرب الذى يملك الموهبة، ولكنها قد تضر بالمطرب الذى لا يجيد التمثيل. * وما أكثر التجارب التى أعجبتك من تجارب مطربى جيلك؟ - بالرغم من أنى لم أتابع معظم الأفلام، فإنى أعتقد أن تامر حسنى أكثر من حقق النجاح فى هذا الجيل فى تجاربه السينمائية، وأضافت السينما إلى تامر حسنى كثيراً، وأيضاً محمد فؤاد حقق النجاح فى التمثيل، ولكن من وجهة نظرى لن يأتى مطرب يحقق نجاح عبدالحليم حافظ وشادية فى التمثيل. * بعد سفر ابنك الوحيد «شادى» لإتمام دراسته فى إنجلترا ما النصائح التى تحرصين على توجيهها له؟ - يؤلمنى جداً ابتعاد «شادى» عنى لأول مرة لفترات طويلة، ولكن أنا مدركة جيداً أنها مرحلة مهمة وضرورية وهى سنة الحياة، لا بد أن يأتى اليوم الذى يغادر فيه الابن منزل عائلته ليستقل ويعتمد على نفسه، لهذا أحاول عبور هذه المرحلة، وطوال اليوم أتحدث معه. * ما رأيك فى المشهد السياسى فى مصر والعالم العربى؟ - من حق الشعوب العربية من المحيط للخليج أن تحلم بالحرية، ورغم ارتباك الصورة فى مصر وعدد من الدول العربية، فإننى متفائلة جداً وواثقة فى قدرة المصريين على تحقيق أحلامهم، فمصر دولة كبيرة ولها تاريخ عريق لذا لا أخاف عليها، وأعلم أن الله سوف ينقذها من محنة التغيير.