وجهة نظر | قرعة دوري الأبطال تخدم البرسا أكثر من الريال !

سُحبت الجمعة قرعة الدورين ربع ونصف النهائي من دوري أبطال أوروبا. أبويل نيقوسيا القبرصي سوف يقابل ريال مدريد، مارسيليا الفرنسي سوف يواجه بايرن ميونيخ، بنفيكا البرتغالي سوف يلتقي مع الممثل الأوحد المتبقي للإنجليز في تلك المسابقة "تشيلسي"، أما قمة دور ال 8 فسوف تجمع بين ميلان وبرشلونة في مواجهتين جديدتين بين الفريقين العملاقين بعدما تقابلا مرتين في دور المجموعات.
بنسبة كبيرة جداً، المربع الذهبي سيتكون من ريال مدريد، بايرن ميونيخ وتشيلسي نظراً للفارق الكبير في المستوى والإمكانيات بين هذا الثلاثي ومنافسيهم، وحتى لو نجح أيٌ من أبويل، مارسيليا أو بنفيكا في إلحاق بعض الضرر بخصومهم الأوفر حظاً للتأهل على ملعبهم، فإن الميرينجي، البافاري والبلوز سوف ينجزون المهمة في الإياب.
برشلونة سوف يلاقي منافساً صعباً، أخرج آرسنال الإنجليزي من ثمن النهائي وهو متصدر الكالتشيو حالياً بفارق 4 نقاط عن يوفنتوس، ولكن الفريق الكتلاني قادر على تخطي عقبة بطل إيطاليا حيث تواجد مثلث برمودا الكتلاني تشافي، إنييستا وميسي فضلاً عن لعب الإياب في الكامب نو، الملعب الذي حقق عليه البلاوجرانا نتائج كبيرة جداً هذا الموسم.
صحيح أن الروسونيري تمكن من تحقيق تعادل إيجابي بنتيجة 2-2 مع البرسا في عقر داره، ولكن بوسكتس ورفاقه كانوا هم الأفضل والأكثر استحواذاً خلال المباراة، واستطاعوا كسب رجال المدرب أليجري في سان سيرو.
برشلونة إن تخطى عقبة ميلان فسيواجه تشيلسي -على الأرجح- العائد بصورة مذهلة مع المدرب الإيطالي روبيرتو دي ماتيو، والمتأهل إلى ربع النهائي بعد مباراة راقية قدم فيها لاعبو الفريق اللندني أداءً هائلاً أمام نابولي الإيطالي واستطاعوا سحقه بأربعة أهداف مقابل هدف واحد في ستامفورد بريدج.
الفريق الأزرق سيحاول وبكل قوة الثأر من البرسا الذي أقصاه في نسخة 2009، لذلك فإن طريق للفريق الكتلاني إلى النهائي لن يكون أبداً مفروشاً بالورود.
ومع ذلك، فإني أرى مقابلة البرسا لتشيلسي أسهل نسبياً من مواجهة بايرن ميونيخ الألماني الذي سيسعى بكل شراسة لحجز مقعده في نهائي المسابقة من أجل استغلال عاملي الأرض والجمهور حيث احتضان ملعبه أليانز آرينا للمباراة النهائية يوم 19 مايو المقبل للفوز بها ورفع الكأس ذات الأذنين.
إذا قلنا أن تشيلسي يمتلك عناصر ممتازة في خط الهجوم مثل دروجبا، ستوريدج وتوريس بالإضافة إلى ماتا، فإن الفريق البافاري يمتلك ثاني أفضل هدافي المسابقة هذا الموسم ماريو جوميز برصيد 11 هدفاً –مقابل 4 أهداف لدروجبا أفضل هدافي تشيلسي- بالإضافة إلى توماس مولر والنفاثة الهولندية آريين روبين ولا ننسى بالطبع بلال ريبيري صانع ثلاثة أهداف في اللقاء الأخير ضد بازل.
ومع تواجد لاعب بقيمة إيسيان وآخر بخبرة لامبارد في وسط ملعب البلوز، فإن فريق البوندسليجا يمتلك أيضاً لاعبين بحجم شفانشتايجر مع وجود ألابا، توني كروس ولويس جوستافو.
النقطة الأهم التي أود الحديث عنها هي أن معاناة البرسا في ربع النهائي ستكون في صالحه لأنها ستكشف له عن نقاط الضعف والتي من الممكن أن تتسبب في حرمانه من الحفاظ على لقبه، كما أن تنافسه في ظل المعاناة أمام بواتينج ورفاقه سوف يمنحه قوة إضافية أمام تشيلسي الإنجليزي، في الوقت الذي سيقابل فيه الريال أضعف المترشحين إلى ربع النهائي وقد واجه من قبل سسكا موسكو الروسي، الفريق المجتهد ولكنه تلقى في النهاية هزيمة رباعية من الميرينجي في البيرنابيو !.
الريال لم يعش تجربة التنافس في ظل المعاناة هذا الموسم إلا أمام برشلونة في الدوري وخسر 3-1، وأيضاً أمام بويول ورفاقه في ذهاب ربع نهائي الكأس وخسر 2-1 وكذلك انهزم في الشوط الأول من لقاء الإياب بهدفين دون رد قبل أن يلعب بارتياحية في الشوط الثاني على خلفية اتساع فارق الأهداف بينه وبين البرسا إلى ثلاثة أهداف فأصبح يهاجم وليس لديه ما يخسره فقد أصبح خارج المسابقة بالفعل ووقتها لعب بشكل جيد جداً وتمكن من تسجيل هدفين وسبب ضرراً كبيراً لكتيبة جوارديولا.
لم يعانِ الريال كثيراً في الليجا، وهو ما نتج عنه تقديمه لمباراة غير جيدة أمام ريال بيتيس، صحيح أنه فاز في النهاية بنتيجة 3-2 ولكن الفريق الأندلسي كان الطرف الأفضل وربما استحق ركلة جزاء أو اثنتين كانت إحداهما كفيلة بخروجه بتعادل مستحق من ذلك اللقاء.
القصد هو أن الريال كان بحاجة لتذوق المعاناة في ربع النهائي من أجل أن يخدمه التنافس في ظل تلك الأجواء أمام البايرن وبرشلونة. صحيح أن البرسا سوف يعاني لتخطي عقبة الروسونيري ولكن ذلك سيخدمه فيما بعد عندما يلاقي تشيلسي في نصف النهائي، مثلما استفاد الفريق الكتلاني عندما واجه ميلان مرتين في دور المجموعات ولم يعرف البلاوجرانا طعم الراحة في أي وقت من تلك المباراتين.