أكد عدد من السياسيين والحقوقيين وكتاب الرأى، أن احتجاب عدد من الصحف، وقيام بعض القنوات الفضائية بتسويد شاشاتها، رسالة قوية رافضة للنظام الحاكم، واعتراض سلمى على سياساته التى يتبعها، ومشروع الدستور الذى من المقرر الاستفتاء عليه فى 15 ديسمبر الجارى، معتبرين تلك الخطوة، بمثابة «صفعة» على وجهة النظام. وقالوا إن امتناع الوسائل الإعلامية عن الظهور تضع أى رئيس يحكم دولة ديمقراطية فى موقف «حرج» للغاية أمام الرأى العام، وطالبوا الحكومة بضرورة التجاوب مع مطالب الإعلاميين وعدم المساس بحقوق الرأى والتعبير والإبداع، لا سيما بعد ثورة 25 يناير، حتى لا تتفاقم الأزمة. وقال جمال عيد، مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، إن خطوة احتجاب الصحف تسجل اعتراضاً على سياسات الرئيس مرسى، ومشروع الدستور الذى أعدته «التأسيسية»، وأكد «أن الاحتجاب خطوة مشروعة وسلمية ومن أنسب الوسائل للتعبير عن رفض الصحف لقرار بعينه أو لاتجاهات النظام الحاكم فى الوقت الحالى»، مضيفاً: «احتجاب الصحف وتسويد القنوات صفعة فى وجه نظام لا يحترم حرية الرأى، ولا يقدر الكلمة».وصلاح عيسى: «الاحتجاب السابع» رسالة للنظام وقال الكاتب الصحفى عبدالله السناوى، إن الاحتجاب حدث قبل الآن مرتين خلال العشر سنوات الماضية منها احتجاب الصحف فى 2006 احتجاجا على حبس الصحفيين ومساءلتهم، وقد تراجع الرئيس عن هذا القانون، والمرة الثانية عندما أقر مجلس الشعب الحبس فى قضايا النشر، وأيضاً تم التراجع عن هذه القرارات. وأضاف: «الرسالة التى تصل إلى القارئ من قضية الاحتجاب، هى أن حرية التعبير والرأى فى خطر، وعندما يبحث القارئ عن صحيفته ولا يجدها، سوف يدافع عن وجودها وبقائها، ويرفض أى تعرض لحرية الرأى والتعبير، ويدعم القارئ جريدته بعد أن يتعرف على أسباب احتجابها، ومدى سطوة الحاكم على حرية الرأى». لافتاً إلى أن القارئ فى الوقت نفسه سيقاطع الصحف التى صدرت، ولم تمتثل لقرار الاحتجاب، لشعوره بأنها صحف قبلت ضغوطات النظام، ومن ثم من المتوقع أن تهبط مبيعاتها. وأشار السناوى إلى أن احتجاب الصحف من شأنه أن يبعث برسالة إلى المجتمع الدولى، بأن حرية الرأى والتعبير باتت فى خطر، وأنها مهددة فى مصر، وأن النظام الجديد لم يختلف عن النظام السابق، بل هو أسوأ، وعلى جميع المنظمات الحقوقية والصحفية العالمية أن تدرك ذلك. واعتبر جمال عبدالجواد، أستاذ العلوم السياسية والخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن عزوف عدد من وسائل الإعلام واحتجابها عن الظهور، سواء صحف ورقية أو فضائيات أو مواقع إلكترونية، بمثابة إعلان لرفض سياسات النظام، وأن هذه الخطوة فى البلاد الديمقراطية من شأنها أن تضع النظام والحكومة فى موقف حرج للغاية أمام الرأى العام، قائلاً: «احتجاب الصحف كمليونيات التحرير الرافضة للرئيس وسياسات حكومته، وعلى النظام أن يتدارك ذلك سريعاً حتى لا يتفاقم الأمر». على جانب آخر، قال الدكتور كمال الهلباوى القيادى السابق بجماعة الإخوان المسلمين، إنه فقد أمس صحيفته «الوطن»، ويتمنى ألا يتكرر الاحتجاب مرة أخرى، وأن تقول الصحف ما تشاء دون حظر أو رقابة، وتقوم بتصحيح الأخطاء الموجودة فى المجتمع، وكشف المؤامرات التى تحاك بالوطن وأى فعل من شأنه الإضرار بمصلحة مصر وثورة 25 يناير. قال صلاح عيسى، الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للصحافة، إن احتجاب الصحف أمس للمرة السابعة فى تاريخ الصحافة، رسالة للنظام الحالى، وأنها أثبتت نجاحها 6 مرات قبل ذلك، مطالباً الصحف بالتصعيد وعدم التعامل مع الأشخاص المعارضين لحرية الصحافة ومنهم جميع أعضاء الجمعية التأسيسية، وعدم نشر أخبارهم حتى يتعلموا قيمة ودور وأهمية الصحافة.