من العبارات التي يرددها أي مسئول يحاول إثبات إنجازاته قوله إن الأرقام لا تكذب, ولكننا إذا نظرنا اليوم إلي الأرقام التي نسمعها نجد أن كثيرا منها تجاوز حدود الكذب إلي الفشر والمعر ورغم ذلك مازال من يذكرون أنفسهم خبراء يرددونها كحقيقة رغم تكذيبها مرة أو اثنتين وأكثر. مثلا في بريد الأهرام عدد الأحد الماضي(26 فبراير) تحدث أستاذ في كلية الزراعة عن الأرقام التي وصلت إليها مرتبات المحظوظين فقال نصا لدينا17 ألف موظف في الجهاز الإداري يتقاضي كل منهم من ربع مليون إلي ستة ملايين جنيه في الشهر الواحد, في المقابل لدينا في الدولة أكثر من ستة ملايين موظف مرتباتهم التي تصرفها لهم الحكومة92 مليار جنيه ومع ذلك كما يقول الأستاذ الجامعي هناك17 ألفا لو متوسط كل منهم نصف مليون جنيه فقط شهريا أي ستة ملايين جنيه سنويا يكون إجمالي راتبهم وحدهم سنويا أكثر من100 مليار جنيه.. طب ازاي؟! وأخري.. في روشتة كتبها مدير مركز للدراسات المستقبلية في صحيفة الحرية والعدالة(25 فبراير) قال إن لدينا موارد كثيرة وعلي وجه التحديد الصناديق الخاصة بها حاليا حتي31 يناير216 مليار جنيه لو أضيفت إلي الموازنة لحلت مشكلات كثيرة. وهذه الصناديق الخاصة كانت قد وصلت في تقديرات آخرين إلي تريليون ومائتي مليار جنيه بينما كل أموال هذه الصناديق وقد قيلت كثيرا36 مليار جنيه موجودة في البنك المركزي, ولكن لأنه رقم لا يملأ العين فكان ولابد أن يضربه من يريد الحديث عنه عشرة أو عشرين أو حتي خمسين مرة! وغيره.. كلام نسب إلي سفيرة أمريكا في مصر قالت فيه إن نظام مبارك سرق من المصريين خمسة تريليون دولار( التريليون ألف مليار وبالمصري يعني المسروق30 ألف مليار جنيه بينما أكبر ميزانية لمصر من إيرادات ومصروفات أقل من500 مليار جنيه) يعني ما تمت سرقته في عصر مبارك يبلغ اضعاف كل موازنات مصر خلال60 سنة. وقديما قال حكيم دولة أحمد رجب إذا كذبت فلا تفشر وإذا فشرت فلا تمعر!