بيليه ومارادونا وبلاتيني وزيدان والآن ميسي ورونالدو, هي أسماء لا نكاد أن ننتهي من سماعها في مباراة وإلا وترددت في المباراة التي تليها أو في برنامج رياضي أو أو أو, لكن هناك آخرون أطربوا الساحة الفنية لكرة القدم بفنياتهم وتسديداتهم وتمريراتهم السحرية وأهدافهم الحاسمة لكن ألحانهم الجميلة لم تصلنا فذهبت طي النسيان وهم أساطير ظلموا ربما بسبب حياتهم الشخصية أو ربما لأنهم جاؤوا في زمن كثرت فيه الأساطير أو لاعتبارات أخرى. في هذه الفقرة التي يقدما موقع “أبوظبي الرياضي" سنقوم بالتذكير ببعض الأساطير التي ظلمها الإعلام والتاريخ الكروي فلم يأخذوا حقهم كغيرهم على الرغم من أنهم لا يقلون شأناً ولا قدرة ولا مهارة. مالديني.. أساطير في أسطورة لم تعرف مدينة ميلان أن عام 1968 سيشهد مولد أحد أساطير الكرة العالمية, أسطورة الدفاع, أسطورة القيادة, أسطورة الالتزام, أسطورة الوفاء الأنيق والوسيم باولو مالديني رمز الكرة الإيطالية وأيقونتها وهو يختلف عن غيره أن عبارة عن أساطير في أسطورة واحدة. لا توجد كلمات تفي حق أحد أفضل من لعب في مركزي الظهير الأيسر وقلب الدفاع إن لم يكن أفضلهم على الإطلاق, فمن الناحية الشخصية يكفي ذكر وفاءه للميلان وبقائه معهم لمدة تجازوت ال30 عاماً منذ بدأته في سن العاشرة مع فريق الأشبال وحتى اعتزاله وهو في سن ال41 عاماً, وحسن أخلاقه مع زملائه والخصوم. كان أكثر ما يميز مالديني قدرته على القيادة لدرجة أن البعض اقترح أن يعتبر مالديني مرجعاً ومقياساً لتقييم من يمتلك شارة القيادة من بعده في عالم كرة القدم كأن يقال “تقييم هذا القائد 7 من 10 وفقاً لمقياس مالديني" مثلما تحدد درجة الزلزال وفقاً لمقياس رختر. من الناحية التكنيكية قد تتفاجأ عندما تعلم أن مالديني بالأصل هو لاعب يميني مع أنه اشتهر بإجادته اللعب بقدمه اليسرى لكنه نتاج تدريب مستمر فكان هذا الأسطورة يجيد اللعب بكلتا القدمين بنفس الجودة. أما من الناحية التكتيكية فكان من الصعب للمتابع العادي أن يدرك مدى أهميته في خط الدفاع, فلم يشتهر مالديني مثل مواطنه باريزي بكثرة استخلاص الكرة من بين أقدام مهاجمي الخصم, فكان معدل استخلاصه للكرة مرة واحدة من المهاجمين كل مبارتين ليس بسبب ضعف لكنه لم يكن بحاجة لفعل ذلك, فتمركزه الرائع والصحيح كان يحول دائماً دون وصول الكرة إلى المهاجمين بالأصل ويعد هو والأسطورة الألمانية بكنباور والآن البرازيلي تياغو سيلفا الأفضل على الإطلاق في التمركز الدفاعي, فكم هي المباريات التي أخفى بها باولو خصمه نهائياً فكان من النادر أن تصل الكرة إلى قدمه. وهذه نبذه عن أرقام مالديني الخارقة للعادة: - أصغر لاعب مثل الميلان فقد بدأ مع الفريق الأول بسن ال16 عاماً. - حصل على الدوري الإيطالي 7 مرات وكأس إيطاليا مرة. - حصل على بطولة دوري أبطال أوروبا 5 مرات. - السوبر الإيطالي 5 مرات. - كأس السوبر الأوروبية 5 مرات. - كأس العالم للأندية مرتين. - الكرة البرونزية مرتين عامي 1994 و2003. - لعب 647 مباراة مع الميلان و126 مباراة مع المنتخب الإيطالي, رقم فريد لم يسبقه إليه أحد في الميلان. كل ذلك وبالكاد يذكر هذا الأسطورة إعلامياً, وكم كان محزناً أن تتجاهل البرامج الرياضية والقنوات والأخبار يوم اعتزال مالديني, وكم كان مؤلماً التزام الإعلام الإيطالي الصمت عندما هاجمته الجماهير بعد خلاف نشأ بينه وبينهم ولم تتدافع عن لاعب مثل المنتخب الإيطالي والميلان خير تمثيل لأكثر من 20 عاماً. واليكم بعض مما قيل عنه: - بول ميرسون لاعب آرسنال بعد كأس السوبر الأوروبية عام 1995 “لا أصدق أن مالديني منعني من تسديد حتى كرة واحدة طوال المباراة, إنه أفضل مدافع في التاريخ على الإطلاق". - المدافع الفرنسي ميكسيس “مستعد أن أضحي بحياتي لأجله, على الجميع أن يقف احتراماً عندما يذكر اسم مالديني, كان يستحق الحصول على 100 كرة ذهبية". - أما خصمه الأسطوري دل بييرو قال: “هناك أساطير في كرة القدم, مالديني في مرحلة تتجاوز الأساطير, إنه الرقم واحد". - أما زميله السابق, البرازيلي كاكا “حلمي أن أكون مثل مالديني" - وأجمل ما قيل عنه كان من السير أليكس فيرغسون “هناك العديد من المميزين في الجيل الحالي, ميسي وكاكا وروني ورونالدو لكن مالديني هو أفضلهم".