أصبح من الواضح جداً أن سيسك فابريغاس يعيش حالة من التذبذب في المستوى في برشلونة ، فلم يعد هو ذاته نجم أرسنال الكبير والمؤثر، فتحدثت الصحف عن إمكانية رحيله كنتيجة طبيعية، ولأن القضية مهمة فهي في تأملات هذا الأسبوع. ليس هذا الموسم: لم يتراجع سيسك فابريغاس هذا الموسم فقط، بل إن الثلث الأخير من الموسم الماضي شهد تراجعاً واضحاً في مستواه وجعل البعض ينتقده بوضوح على ذلك، ولكن لأن الموسم كان في نهايته والألقاب كانت توزع فقد علا صوتها على صوت من لاحظوا تراجع مستوى سيسك. من الأول إلى الخامس أو ربما أقل: طالب المدرسة الذي يكون الأول على صفه يبذل جهداً كبيراً ويكون واثقاً بنفسه، لكن حالما ينتقل إلى صف أخر يصبح فيه الخامس بل ربما أقل يخف نشاطه ويقل جهده .. هذا ما حصل مع سيسك فابريغاس. يكفي أن تنظروا إلى أن سيسك فابريغاس وأنباء انتقاله في الماضي كانت تشغل العالم وكل الصحف، الآن هو يلعب في برشلونة وقالت بعض الصحف أنه قد يخرج لكن لم يركز أحد على الموضوع بكثرة فهناك أمور باتت أهم!. تراجع سيسك ليكون في ظل ميسي وانيستا وتشافي وبيكي وبويول سيجعل عطاءه أقل بشكل طبيعي فهو إنسان، وشعوره بالمسؤولية يكون أقل. من أنا؟ هذا سؤال أعتقد أن سيسك فابريغاس يسأله لنفسه، مرة يلعب كبديل لتشافي ومرة لانيستا ومرة رأس حربة ومرة جناحاً، تعدد مراكز اللاعب في فريق مثل برشلونة كثير الحركة والذي يلعب بنظام يجعله لا ينسجم كغيره. يجب أن نلاحظ بأن لاعباً مثل انيستا وهو أفضل من سيسك كثيراً وابن النادي بمعنى الكلمة، أي أنه تدرب طوال سنواته في برشلونة، عندما تطلب منه مهمة غير الأساسية في خط الوسط كأن يلعب كجناح هجومي يكون عطاؤه أقل من المعتاد، وما يخفي ذلك مهارته الفائقة..لأن برشلونة يجب أن تستمر بنفس المكان لتحفظ كل شيء حتى تؤدي بسهولة. أرجوك .. ثق بي! هذا ما بات في ذهن سيسك فابريغاس تجاه برشلونة، اللاعب لا يكمل 90 دقيقة إلا في حالات قليلة، الموسم الماضي في الدوري بدأ 23 مباراة كأساسي خرج في 14 منها ومعدل لعبه بشكل عام كان يقارب 69 دقيقة وهو ما انخفض حتى الآن في الموسم الجديد إلى 61 دقيقة تقريباً. أن لا تشعر بثقة المدرب بك أو الفريق الذي كان حلمك يؤثر بالتأكيد على مستواك. عقدة أرسنال: لم يخرج أحد من رجال أرسن فنغر وفعل أفضل مما كان يفعل تحت قيادته، تيري هنري أحرز سداسية مع البرسا لكن لم يكن بحجم تيري أرسنال، وهليب وفلاميني وأديبايور وكولو توري وكل من مضى مواسم على خروجهم فشلوا بترك بصمة وشهرة واهتمام كالذي كانوا يحصدونه في أرسنال. المسألة كانت سياسية عاطفية بالأصل: عندما تعاقد برشلونة مع سيسك فابريغاس كان يهدف إلى أمر أكثر من رياضي، فكل اهتمام الفريق كان بالنجم الكتلوني ابن النادي، الذي تطالب الجماهير بإعادته على أساس عرقي عاطفي أكثر من أنه رياضي...لذلك ربما عندما تعاقد برشلونة معه لم يخطط جيداً للاستفادة منه. بناء على ما سبق، يمكن أن نقول إن المسألة الحالية تتعلق بالثقة بلاعب أثبت في أرسنال قدراته المميزة، وكذلك بمسألة شعوره بأنه مسؤول وقائد.. وهنا تظهر قدرات المدرب النفسية والإجتماعية بعيداً عن كرة القدم ذاتها.