عبر عدد من خبراء الصحافة والإعلام عن دهشتهم من قرار مجلس الشورى بإعادة تشكيل المجلس الأعلى للصحافة قبل ما يقرب من شهر على انتهاء الجمعية التأسيسية من كتابة الدستور الذى من المفترض أن يتضمن مادة خاصة بإنشاء مجلس وطنى مستقل للصحافة والإعلام، بديلا عن الأعلى للصحافة ووزارة الإعلام. ووصف صلاح عيسى الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للصحافة ما حدث بالاتجاه الغريب والمفاجئ، خصوصاً أن المجلس الحالى لم يمض على تشكيله عام كامل، وتساءل «لماذا يمارس مجلس الشورى سلطة من المفترض أن تسحب من يديه؟». واعتبر قرارات الشورى الأخيرة أنها «سياسية وانتخابية»، لأنها جاءت بناء على احتمالات حل المجلس وقرب انتخابات مجلس الشعب، ولفت إلى أنها محاولة لوضع الصحافة القومية تحت خدمة وطوع جماعة الإخوان المسلمين. وأشار إلى أن التأسيسية ما زالت تعارض فكرة إنشاء مجلس وطنى للصحافة بشكل يدعو الجماعة الصحفية للشك فى رغبتهم فى ذلك. وأبدى رجائى الميرغنى الكاتب الصحفى، دهشته من القرار الذى اتخذه مجلس الشورى أمس الأول بإعادة تشكيل المجلس الأعلى للصحافة، خصوصاً فى ظل وجود إشارات عديدة من الجماعة الصحفية بإنشاء مجلس وطنى مستقل للصحافة والإعلام. وأشار إلى أن التشكيل الجديد جاء فى الوقت الضائع، خصوصاً مع قرب انتهاء الجمعية التأسيسية من الانتهاء من صياغة الدستور، ولفت إلى أن التراجع عن مطالب الجماعة الصحفية يعد محاولة لإعادة العلاقة القديمة بين الصحافة والسلطة إبان النظام البائد. من جانبه، أكد الدكتور وحيد عبدالمجيد المتحدث الإعلامى للجمعية التأسيسية أن إعادة تشكيل المجلس الأعلى للصحافة ليس له جدوى ولن يقدم أو يؤخر شيئا، على حد قوله. وأضاف، من المفترض إذا صدر الدستور متضمناً إنشاء هيئة وطنية مستقلة للصحافة والإعلام فلن يكون هناك أى وجود أو دور للأعلى للصحافة أو وزارة الإعلام. وأوضح أن لجنة الصياغة فى التأسيسية ستناقش فى الأيام المقبلة المقترح الخاص بهيئات الصحافة والإعلام، وشدد على أن الانتهاء من ذلك سيحقق نقلة كبيرة فى المهنة، خصوصاً أن معايير اختيار أعضائها لن تكون وفقاً للأهواء حيث سيكون هناك تمثيل لنقابة الصحفيين والنقباء السابقين وعدد من شيوخ المهنة بالإضافة لقانونيين.