أعلن المتظاهرون، أمس الأول، بمحيط قصر الاتحادية الدخول فى اعتصام مفتوح حتى تحقيق كل مطالبهم، ومن بينها حل جماعة الإخوان المسلمين، وابتعادها عن كل المناصب ودائرة صنع القرار فى الدولة، واستقر المتظاهرون، الذين بلغ عددهم عدة آلاف، فى شارع الميرغنى المؤدى إلى القصر الرئاسى بمصر الجديدة، وسط تشديدات أمنية فرضتها قوات الشرطة حول القصر الرئاسى. فى تمام الساعة التاسعة والنصف مساء الجمعة، أول أيام الاعتصام، استقبل المعتصمون أمام قصر الرئاسة، سيارتين أرسلهما متبرعون على حد وصف المعتصمين؛ إحدى هاتين السيارتين كانت محملة بالخيام، نصبها المعتصمون فى نهاية اليوم (سبع خيام)، والأخرى محملة بالمياه والمواد الغذائية لتلبية احتياجاتهم ومساعدتهم على الاستمرار فى الاعتصام دون تعب أو عناء الذهاب إلى محال بيع المواد الغذائية. سيطرت الشائعات على ردود أفعال متظاهرى القصر الرئاسى، ففى بداية الاعتصام انتشرت «شائعة» مفادها أن 30 من المتظاهرين قتلوا فى أنحاء متفرقة من الجمهورية، ليثور المتظاهرون فى مصر الجديدة غضباً ويقرروا قطع طريق صلاح سالم أمام السيارات المارة فى تمام الساعة ال10، خاصة بعد أن أكد بعض المتظاهرين أن وسائل الإعلام تنقل أخباراً كاذبة، تشير لأن أعدادهم قليلة. ودعا أبوحامد المتظاهرين أمام قصر الاتحادية فى تمام الساعة 9 مساء أول أيام الاعتصام، عقب إعلانه نية الاعتصام، للخروج فى مسيرة إلى طريق صلاح سالم ونفق العروبة، حتى يظهر لوسائل الإعلام، أن أعداد المتظاهرين ليست قليلة كما تحاول بعضها توصيل هذه الصورة للرأى العام، حسب قول نائب البرلمان المنحل.. وعلى الفور توجه مئات من المتظاهرين إلى نفق العروبة، فى مظاهرة بلغ عدد المشاركين فيها ما يقرب من 3000 متظاهر، أغلقوا نفق العروبة لأكثر من نصف ساعة تقريباً، مما أدى إلى إصابة أحد جانبى الطريق داخل النفق بالشلل التام. بعد أقل من ربع ساعة دفعت قوات الشرطة بعدد قليل من عساكر الأمن المركزى نحو النفق، للعمل على إعادة حركة السير فى الطريق مرة أخرى، مما أثار حفيظة المتظاهرين الذين ظنوا أن قوات الشرطة تسلمت أوامر باستخدام العنف ضد المتظاهرين، ليناشد عدد من المتظاهرين «الأمن» عدم التدخل، وقال بعضهم: «أنتم رجالة محترمين وعليكم أن تحمونا ضد أى شخص يعتدى علينا، إحنا اللى دافعنا عنكم يوم ما الإخوان حرقوا مقراتكم». ومن جانبه أكد قائد القوات التى حضرت إلى نفق العروبة للمتظاهرين أن «قوات الشرطة التى حضرت إلى المكان لم تتسلم أوامر سوى بتأمين المنطقة أمنياً ولم تحصل على أوامر باستخدام العنف ضد أى شخص». فيما وقعت مشاجرة بين المتظاهرين وأحد قائدى السيارات المارة داخل نفق العروبة، وقام المتظاهرون بالاعتداء عليه ومحاولة تكسير سيارته، بعد أن حاول المرور أثناء وجودهم داخل النفق. حاول محمد أبوحامد، نائب مجلس الشعب المنحل وأحد الداعين للتظاهرات ضد الإخوان، رد المتظاهرين عن عزمهم الإبقاء على طريق صلاح سالم مقطوعاً، مطالباً إياهم بالرجوع إلى أماكنهم فى شارع الميرغنى أسفل المنصة التى اعتلاها أبوحامد فيما بعد ليلقى كلمته فى المعتصمين، وطالبهم بالتزام السلمية فى التظاهر حتى يكونوا على حد وصفه «أفضل من الإخوان» كما طالبهم بعدم الاستجابة للشائعات التى قد تسىء بشكل ملحوظ لصورة الاعتصام فى يومه الأول. تحولت أرض شارع الميرغنى الذى استقر فيه المعتصمون إلى لوحة كتابة كبيرة كتب عليها المعتصمون عبارات تترجم مطالبهم، وأسباب غضبهم؛ كان من بينها «يسقط يسقط حكم المرشد»، و«فتحت المعبر سداح مداح ليه يا مرسى»، و«مصر للمصريين يا مرسى، مش لحماس والإخوان»، و«يا عم الشاطر أفندى فين 200 مليار دولار يا كدابين».