"هند رستم، حسن الأسمر، طلعت زين، كمال الشناوى"..أربعة فنانين جمعتهم الوفاة في شهر وعام واحد وهو أغسطس 2011، إلا أن الجميع تناساهم في ذكراهم الأولى، بسبب زخم الأعمال الرمضانية من ناحية، وما تشهده مصر من تطورات سياسية من ناحية أخرى. الفنانون الأربعة لم يجمعهم فقط شهر الوفاة، بل جمعتهم أيضاً الموهبة فلكل منهم شكل مختلف عن الآخر، ولكل منهم فنه الذى أثري به جمهوره، وظل باقياً في قلوب وأذهان الجميع، وتأتى في مقدمتهم "مارلين مونرو" الشرق أو الفنانة هند رستم، التى باتت وستظل صاحبة لقب "الدلوعة" وليست "ملكة الإغراء" وهو اللقب الذى التصق بها طوال حياتها، وأطلقه عليها الكاتب الصحفي مفيد فوزى، وظلت تكرهه كثيراً لكنه كان الحافز الأكبر لها لتغيير جلدها وأدوارها، لتنتقل بذلك من فئة الفتاة "الجميلة" إلى السيدة التي تستطيع الخوض في تقديم أصعب الأدوار كان من بينها فيلم " شفيقة القبطية" والذى قدمت من خلاله دور الراهبة. ورغم تألقها ومجدها الكبير، اختارت هند الاعتزال والابتعاد عن الأضواء والشهرة من أجل زوجها الدكتور محمد فياض، ومع قرار البعد تناسها الجميع، ولم نسمع يوماً عن تكريمها في أى مهرجان من قريب أو بعيد أو عن حصولها على أي جائزة تقديرية. أما كمال الشناوى فيمكن أن يكون الأكثر حظاً من بين فنانيّ جيله، ففي السنوات الأخيرة له اشترك في عدد من الأعمال السينمائية والتليفزيونية كان من بينها فيلم "ظاظا" و"طأطأ وريكا وكاظم" ومن المسلسلات "العائلة والناس" و"لدواعى أمنية". الشناوى خلال مشواره الفنى استطاع أن يتمرد على وسامته ويخرج من إطار الفتى الوسيم الملقب ب "الدنجوان" وينتقل بأدواره إلى التنوع والاختلاف فكان تارة الرجل الشرير كما هو في المرأة المجهولة، وأخرى كوميديان كما في أفلام سكر هانم، مغامرات إسماعيل يس وغيرها. أما النجمان الأسمران حسن الأسمر وطلعت زين فلكل منهم كان استايله الخاص في الغناء، فالأول علق في قلوب وأذان الجمهور بعد أغنيته الشهيرة "كتاب حياتى ياعين"، وهى البوابة التى انطلقت منها نجوميته سواء في عالم الغناء أو التمثيل. أما طلعت زين فكانت موهبته تختلف عن أى مطرب آخر، حيث كان له استايله الخاص الذى تميز به في الغناء خصوصاً في "الغناء الفرنكو آراب"، حتى إن الأغنية الأجنبية الأكثر شهرة في التسعينيات من القرن الماضي وهى "ماكرينا"، زاد صيتها وشهرتها هنا في مصر بعد أن قام طلعت زين بغنائها بتوزيع مصري. الفنانون الأربعة كما اشتركوا في شهر الوفاة، وكما اشتركوا في التميز والإبداع.. جمع النسيان بينهم سواء، وهم على قيد الحياة فلم نجد الحديث عنهم أو عن أعمالهم إلا مرات معدودة، ومن بينهم فنانين كانت الاشارة إليهم من الأساس في الوسائل الإعلامية معدومة في حين إننا لم نسمع أيضاً عن تكريمهم في أى حدث فنى.. وحتى بعد أن وفاتهم المنية تجاهل الجميع ذكراهم الأولى.