قال الدكتور عبد الفتاح إدريس، أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر، إن إقامة دار ضيافة لمرضى السرطان إن لم يكن لهم مكان يؤون إليه غيره، وكان مقامهم فى مستشفى يعالجون به أمراً متعذراً، فإن إقامة هذا الدار والإنفاق فيها على هؤلاء المرضى يجوز من مال الزكاة، وهو طاعة كبرى وعمل يثاب عليه فاعله أجراً وفيراً من الله سبحانه وتعالى، ومرضى السرطان فى هذه الحالة يعدون من حالات الفقراء والمساكين، ومن بين أنشطة جمعية "الأورمان" الخيرية إنشاء دار ضيافة مرضى السرطان، الذى يقدم لهم خدمات إعاشة متكاملة بالمجان تماماً. وأضاف فى بيان أصدرته جمعية "الأورمان" الخيرية، اليوم الأربعاء، أنه يجوز دفع الزكاة لعلاج غير القادرين، لأن فى علاجهم إحياءً للنفس، ودفع الزكاة لعلاجهم أمر مشروع، إن عجزوا عن دفع نفقات علاج أنفسهم، لأنهم من الفقراء والمساكين أو الغارمين.. وجاء ذلك فى آية الصدقات، حيث قال تعالى [إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِى الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِى سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ].. ونشير هنا إلى أن جمعية "الأورمان" تقدم خدمات طبية غير تقليدية لغير القادرين، مثل استقدام خبراء عالميين لعلاج الحالات الصعبة من الأطفال مرضى القلب غير القادرين. وأكد أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر أن قول البعض أن إخراج زكاه الفطر نقود حرام، والواجب إخراجها حبوبا، هو كلام من قبيل التشدد، الذى لا يعترف به الإسلام، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن الدين يسر.. ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه"، فهذا التشدد نعانى منه فى كل أمر، فقد أجمع الفقهاء جواز إخراج زكاه الفطر نقودا، حتى أن بعض التابعين كانوا يخرجون زكاه الفطر نقودا. جدير بالذكر أن جمعية "الأورمان" الخيرية، أعلنت يوم اليوم الماضى، الموافق 18 يوليو الحالى، عن إطلاق مبادرة للتوعية بمفاهيم الشريعة الإسلامية، وبأهمية الفتاوى، وخاصة التى تتعلق بزكاة المال، ومصارف إخراجها، ومشاريع الصدقة الجارية، وذلك بالتعاون مع عدد من كبار الأساتذة بجامعة الأزهر، ودار الإفتاء.. وانطلقت المبادرة مع بدء شهر رمضان، وتستمر على مدار العام.