من النادر أن تجد كاتبا أو صحفيا أو أديبا أو قصاصا يحب مهنته ويحترمها يُقدِم على كتابة عمود أو مقال أو زاوية رأى أو قصة أو رواية إلا إذا وقع تحت ضغط أو تأثير محفز يدفعه إلى التفكير ويحركه نحو الكتابة، وإذا لم يتوفر المحفز سواء كانت القضية أو الموضوع أو الأزمة فإن الكتابة دائما ما تكون دلعة وماسخة ولا طعم لها. ما ذكرنى بهذا الأمر مباراة الزمالك والأهلى فى البطولة الإفريقية التى انتهت بفوز الأهلى بهدف للمتخصص أبو تريكة، فبعد المباراة حاولت أن أجر القلم للكتابة فوجدته لا يطاوعنى، فحاولت أن أستثيره بمحفزات من نوع إنها القمة وهما القطبان، وهذا شحاتة وأبو تريكة وبركات ومتعب وإفريقيا لكنه رفض أن يستجيب، وعندما بحثت عن السبب وجدته فى المباراة نفسها التى جاءت باهتة وماسخة ويستحق فيها الفريقان الخسارة، الأهلى قبل الزمالك، فلم نرَ طوال 90 دقيقة لعبة حلوة باستثناء هدف الفوز لأبو تريكة، ودون ذلك فالمباراة أضعف وأبوخ من أن تحرك قلمًا أو تحفّز كاتبا، وإذا كان من الضرورى أن أعلق عليها فسيكون من الحكمة والموعظة التى نستخلصها من هدف أبو تريكة، فكما تعلمون أن تريكة يرتبط بعلاقة حب وود وأبوة مع حسن شحاتة، وطالما كان المعلم يقف إلى جوار اللاعب عند أفول نجمه وهبوط مستواه ويضمه إلى المنتخب فى وقت لم يكن يشركه حسام البدرى فى فترة ولايته الأولى أساسيا بالفريق، وهى الأزمة التى انتهت بالإطاحة بالبدرى بعد أيام من تصريح أبو تريكة الإذاعى بأنه يحب اللعب والتدريب مع حسن شحاتة ومانويل جوزيه، ولا يحب سواهما، فتدور الأيام وتلف الساعات ويعود البدرى إلى الأهلى، وتكون رأس أبو تريكة هى السيف التى تقطع رقبة حبيبه حسن شحاتة من الزمالك، وتدعم بقاء من يكره التدريب معه فى الأهلى.. هذه هى اللقطة الوحيدة التى استوقفتنى فى المباراة، أما بعدها فالأحداث جاءت على غير المتوقع، وبعد أن أعلن شحاتة الاستقالة، مؤكدا أنها جاءت بالاتفاق مع الإدارة، وهو الأمر الطبيعى، تراجع بعد 5 دقائق عن تصريحه للصحفيين وأعلن أنها زلة لسان فى ساعة غضب. وهنا لن أناقش بقاء أو رحيل شحاتة، فهذا أمر يطول شرحه والحديث عنه، ولكننى أريد أن أضع أمام الرأى العام الحقيقة الكاملة للفريق الفاشل الذى يلعب باسم الزمالك، ويقوده مدربنا العالمى حسن شحاتة، ليعلم الناس حجم الزيف والنصب الذى يعيشه أهل هذا النادى، فالفريق الذى شاهدناه قبل أيام ضعيفا خاويا هزيلا تم دعمه باللاعبين منذ تولى المعلم المسؤولية بأكثر من 85 مليون جنيه، والرقم تم رصده وإحصاؤه من قبل موقع «الزمالك فانز» موقع المحبين المحروقين دمهم، وتقول الأرقام: «بعد تولى حسن شحاتة مسؤولية تدريب الزمالك.. تعاقد النادى مع أحمد حسن مقابل 6 ملايين جنيه لمدة موسمين، وسعيد قطة 3 ملايين للاعب فى مدة تعاقده ومليون وربع لناديه كاسكادا. وحسين حمدى مليون ونصف للاعب فى الموسم و3 ملايين لناديه مصر المقاصة، والبنينى رزاق ما يقرب من 5 ملايين جنيه للاعب فى مدة تعاقده، ومليون وربع لناديه سيريانسكا السويدى. وصلاح سليمان 2.5 مليون جنيه لغزل المحلة، بالإضافة إلى إعارة مصطفى حجاب نصف مليون جنيه، و6 ملايين جنيه للاعب فى مدة تعاقده، وهانى سعيد 2 مليون لناديه المصرى، و6 ملايين للاعب فى مدة تعاقده. والغانى كريم الحسن مليون وربع فى موسم واحد، وإسلام عوض 6 ملايين لناديه إنبى و5 ملايين للاعب فى مدة تعاقده، ونور السيد 6 ملايين لناديه الجونة، و6 ملايين للاعب فى مدة تعاقده. والكاميرونى ألكسيس موندومو 3 ملايين جنيه لناديه الإفريقى التونسى، و7 ملايين للاعب فى مدة تعاقده. وعبد الله سيسيه 10 ملايين جنيه للاعب فى مدة تعاقده، وأحمد الشناوى 2 مليون للمصرى و2 مليون و200 ألف جنيه لمدة موسم واحد إعارة، وحمادة طلبة نصف مليون جنيه لمصر المقاصة ومليون ونصف للاعب فى موسم واحد إعارة، إضافة إلى قيمة عقود اللاعبين القدامى وفى مقدمتهم شيكابالا 9 ملايين جنيه». هذه هى قيمة اللاعبين الذين طلب شحاتة التعاقد معهم ليصنع بهم الفريق الكحيان الميتان الذى شاهدناه يخسر أمام الأهلى قبل أيام