اخبار الاهلى "الصدفة خير من ألف ميعاد".. مقولة مصرية شهيرة نرددها دائماً حين نلتقي بالشخص المناسب في المكان المناسب على سبيل الصدفة ومن دون أي ترتيب ليتبين أن هذه الصدفة كانت بالفعل أفضل من ألف ميعاد. ما حدث ما الأهلي قريب نوعاً ما من الحقيقة، فالجميع يتساءل هل ما حدث كان صدفة؟ أم هناك في الأمر "لغزاً" ما غير مفهوم أو غير معروف للإعلام والجماهير؟ أم هو مجرد هراء في الأخير؟ الأمر وما فيه، أن محمد يوسف منذ توليه تدريب الأهلي وهو يلعب بطريقتين إما 4-2-3-1 و4-2-2-2 وهذا يتحدد وفقاً لظروف المباراة أو معاييرها، والبداية كانت مميزة للغاية ومثمرة سواء في الدوري المصري الموسم الماضي أو استكمالاً بعد ذلك للتتويج بدوري أبطال إفريقيا والمشاركة في كأس العالم للأندية. ورغم نجاح الأهلي في البطولة الإفريقية وحصوله على لقبها عن جدارة واستحقاق في العام الماضي إلا أن الأداء في مونديال الأندية لم يكن بالجيد أو المرضي لتاريخ وجماهير الأهلي ولكنه أمر تم تقبله في الأخير كون النادي الأحمر يعاني من توقف في النشاط دام لعاميين متتاليين بجانب المشاكل العديدة التي تعيشها البلاد بالأضافة إلى المستوى الفني والبدني للفرق التي تشارك في هذه البطولة والذين يتفوقون من جميع الجهات على بطل إفريقيا للإسباب المذكورة. وبعد العودة.. بدأ الدوري الممتاز وبدأ الأهلي هادئاً وواثق الخطوة في محاولة من يوسف أن يقوم بتطبيق خطته الجديدة في غياب النجم المعتزل محمد أبو تريكة خلال لقاءات الدوري المصري، وبالفعل تحقق له ما أراد في البداية وحصل على 12 نقطة كاملة من 4 انتصارات متتالية واستطاع أن يقدم نجم موهوب للكرة المصرية بشكل عام وهو عمرو جمال الذي تألق وأثبت نفسه في تشكيل الفريق الأحمر الأساسي. ولكن ماذا حدث بعد ذلك؟.. تلقى الأهلي هزيمة مفاجأة أمام المقاولون العرب كشفت المستور وفضحت دفاع الفريق الأحمر وأظهرت العديد من السلبيات في بطل إفريقيا، المفاجأة الأكبر كانت في الهزيمة التالية للأهلي من الداخلية بهدف نظيف ليدخل الفريق الأحمر في معاناة بمعنى الكلمة لاسيما أن الفريق كان يفوز دون أداء والآن ضاع الفوز والأداء معاً وبالتالي لابد من وقفة حازمة. الفوز على غزل المحلة جعل يوسف يتنفس لبعض الوقت حيث بدى وكأنه فقط السيطرة على الفريق ونفذت حلوله الخططية وبات مثل الجميع لا يعلم أين الخلل أو الخطأ ولعله الأقرب نقص الصفوف من النجوم، ولكن هذا كان أمراً واضحاً للجميع والجماهير والنقاد دائماً ما تطالب الأهلي بالحلول والعودة للقمة سريعا. توالت النكسات على الأهلي بتعادل مخيب للآمال أمام الاتحاد السكندري ثم هزيمة مذلة أمام الجونة بهدف نظيف والتي أنبأت أن الأهلي بصدد فقدانه كأس السوبر الإفريقي أمام الصفاقسي وأن النادي الأحمر قد يخسر بنتيجة تاريخية من الفريق التونسي لاسيما أن الأداء كان أسوأ ما يكون من المارد الأحمر. فجأة وبدون مقدمات.. وصل البرتغالي مانويل جوزيه إلى القاهرة من أجل مؤازرة الأهلي في السوبر الإفريقي أمام الصفاقسي في الوقت الذي تتحدث فيه الصحافة والإعلام المصري عن إقالة محمد يوسف والمطالبة برحيله عن الفريق بل أن لقاء السوبر سيكون الفرصة الأخيرة بالنسبة له. ولكن ما حدث كان مختلفاً.. فالأهلي ظهر بثوباً مختلف أمام الصفاقسي وبتشكيل مغاير تماماً لطرق لعب يوسف طوال مسيرته مع الفريق الأحمر، وقدم الأهلي واحدة من مبارياته الشهيرة في إفريقيا وأخرج للجماهير ملحمة رائعة توج بها بطلاً للسوبر الإفريقي على الصفاقسي رغم كل هذه الظروف. وتساءل الجميع عن سر التغيير الشديد في شكل وأداء الأهلي أمام الصفاقسي؟ فالبعض تحدث عن أنه هكذا يكون الأهلي في النهائيات والمواعيد الكبيرة؟ وآخرون يتحدثون عن عودة أحمد فتحي للتشكيل واكتمال الفريق الأحمر لأول مرة منذ فترة طويلة.. وأخيراً تناول البعض عودة جوزيه إلى القاهرة وربطها بتشكيل محمد يوسف أمام الصفاقسي لاسيما أنه تشكيل المدرب البرتغالي الأشهر فس مسيرته مع النادي الأحمر؟ وقبل مواجهة يان أفريكانز بطل تنزانيا، استقر يوسف على اللعب بنفس تشكيل لقاء السوبر بتغيير وحيد فقط حيث سيدفع بالبوركيني موسى يدان منذ البداية فضلأً عن عبد الله السعيد المصاب وتبدو أن الأمور في نصابها الصحيح وأن "المياة عادت لمجاريها" في الأهلي وكل شيء عاد ما يرام كما كان. ولكن.. هل اقتنع يوسف بهذا التشكيل الذي يعتمد على ثلاثي ارتكاز ومثلث "مقلوب" في خط الهجوم؟ ولماذا في هذا التوقيت بالذات؟ وهل سيستمر في باقي المباريات سواء في الدوري أو في إفريقيا مع بعض التعديلات "الطفيفة" وفقاً لظروف المباراة؟ وإذا كان.. من صاحب فكرة هذا التشكيل أمام الصفاقسي؟ ولماذا لم يقم يوسف بهذه الخطوة من قبل بعد أن شاهد ضعف دفاعه وبطئه في أكثر من مرة؟ من يحل هذا "اللغز"؟ أيٍ كان.. يبدو أن الأهلي يسير على الطريق الصحيح وعاد في الوقت المناسب ولكن على جميع الأهلاوية الاستعداد لمنعطف الصيف القادم الذي سيشهد اعتزال وائل جمعة وبنسبة كبيرة رحيل أحمد فتحي وحسام عاشور وعبد الله السعيد على أقل تقدير... محمد عمارة