في تقرير له عن آخر التطورات المصرية، ذكر جيفري فليشمان، مراسل صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية أن المصريين الأثرياء يعتبرون أحمد شفيق، أحد أعضاء نظام حسني مبارك السابق، أقل شرا مقارنة بالإسلامي محمد مرسي التابع لجماعة الإخوان المسلمين. وقال فليشمان إنهم يعتقدون أن شفيق هو من سيحميهم من الإسلاميين المتطرفين وارتفاع معدل الجريمة، ومن هؤلاء الثوار المزعجين وهتافاتهم واضطراباتهم التي لا تنتهي؛ مضيفا أن "شفيق الفظ ذو الشعر الأبيض المصفف -على حد وصفه- هو كل ما يقف بين مرشح الإخوان وقيادة هذه الأمة المنقسمة. وهذا ما يجعله المرشح المختار على مضض في صفوف أثرياء ضاحية مصر الجديدة؛ الذين يعيشون حالة من قلق من الاضطرابات والتدهور الاقتصادي الذي أصاب مصر منذ سقوط مبارك. فليشمان أوضح أن شفيق يخاطب التوتر الذي يشعر به الأقباط والخبراء الظرفاء وعلية القوم من المجتمع المصري. ويضيف مراسل لوس أنجلوس تايمز، أن الموضوع الأساسي الذي يركز عليه شفيق هو أن شفيق يشكل إسلاما متطرفا قد يدفع بالبلد إلى "العصور المظلمة". وأشار إلى أن حقيقة تولي شفيق منصب رئيس وزراء لمبارك، حتى ولو كان ذلك لفترة قصيرة، تثير غضب الليبراليين، ولكن بالنسبة لأغنياء هليوبوليس، والطبقة التي ترسل أولادها للدراسة في المدارس الدولية، وتقضي العطلات في أوروبا، شفيق هو الرابط لاستعادة عصر الانضباط والقانون؛ مضيفا أنه توجد بضعة شوارع في هليوبوليس تريد أن يختفي شفيق تماما. فليشمان ذكر أيضا أن شفيق ومرسي لا يمثلان روح الثورة المصرية، وإن حملتهما الانتخابية تصارعان من أجل توسيع نطاق جاذبيتهما للحصول على أصوات الناخبين الذين دعموا المرشحين الليبراليين والاشتراكيين والعلمانيين والإسلاميين المعتدلين في الجولة الأولى من الانتخابات. كما أضاف أن شفيق يواجه تحديات مثل أنه قد يستبعد بموجب قانون العزل السياسي بعد حكم المحكمة الدستورية، وهو ما قد يدفع البلاد إلى حالة من الفوضى الخطيرة؛ فإذا صدقت المحكمة على القانون، قد يتسبب ذلك في إبطال الانتخابات وإثارة العنف في الشوارع.