فجأة وبدون مقدمات ,إنقلب موقف الصحف الإسرائيلية المُعادى لوزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسى منذ أن تم الإطاحة بالإخوان المسلمين ,ليتحول إلى عبارات إشادة ومديح ,بعد أن تم الإعلان عن ترشح الفريق السيسى للإنتخابات الرئاسية القادمة . المشهد لا يبدو غريباً وتكرر منذ فترة ليست با لبعيدة ,عندما هللت الصحف الإسرائيلية طوال العام الماضى للرئيس المعزول وأرجعت له الفضل فى الحفاظ على امن إسرائيل بعد أن ظلت الصحف الإسرائليية طوال عشر سنوات كاملة تحذر من خطورة الإخوان المسلمين حال صعودهم إلى السلطة. الملاحظ أن عبارات الإشادة قد إنطلقت بشكل مفاجىء ومتزامن فى نفس الوقت حيث توقفت معظم الصحف عن وصف احداث 3يوليو الماضى بالإنقلاب العسكرى وذلك بعد أن تأكدت أن الإخوان قد ذهبوا بلا رجعة وخصوصاً بعد أن تم إعتبارها تنظيماً إرهابياً . وفى نفس الوقت كتب خبير الشئون العربية "مردخاى كيدار"الدائم الظهور على قناة الجزيرة القطرية ,مقالاً منذ أسبوعين على موقع" نيوز وان " يحمل عنوان (,السيسى: 1_أوباما: صفر) قارن خلاله بموقف أوباما من جماعة الإخوان المسلمين وسعيه لفرضها على مصر وعلى المنطقة وموقفه المتراخى من التظيمات الجهادية التى تؤرق أمن إسرائيل والمنطقة بأسرها ,بموقف عبد الفتاح السيسى وقراره بإدراج الجماعة ضمن التنظيمات الإرهابية و منعهم بكل حسم حتى من التظاهر أو التلويح بإشارات أحداث رابعة العدوية خلال تظاهرتهم . وقال الخبير الإسرائيلى نصاً " أنه من الممكن الإختلاف على إعتبار الجماعة التى لها ملايين المريديين والمؤيديين داخل مصر أنها تنظيم إرهابى ,ولكن لا يمكن الخلاف على إصرار وشجاعة السيسى فى إزاحة الجماعة من المشهد السياسى ,ومن الممكن أيضاً الخلاف على الطريقة وإعتبارها غير ديمقراطية ,ولكن لا يمكن الخلاف على أن الرجل له شعبية جارفة داخل مصر ولديه الملايين المؤيدين أيضاً ". وأشار الخبير الإسرائيلى إلى حنكة السيسى وقراءته لموقف أوباما والإدارة الامريكية الرافض لسياسته تجاه جماعة الإخوان المسلمين وأشار إلى عد إكتراثه بالرئيس الامريكى وبوزير خارجيته جون كيرى وعدم تغيير سياسته تجاة الإخوان المسلمين رغم الضغوط التى تم ممارستها عليه طوال الستة أشهر الماضية . وأضاف الخبير أن السيسى لا يقوم بالإتصال بالرئيس الأمريكى أو بوزير خارجيته رداً على إتصالتهم المتكررة التى تحاول إقناعه بتخفيف الضغط على جماعة الإخوان المسلمين كما أنه لم يخضع للمناشدتهم المتكررة بضرورة إعادة الرئيس السابق إلى كرسى الرئاسة والأكثر من ذلك _كما يقول كيدار _أنه لم يتوان عن إدخال مرسى فى قفص الإتهام بتهمة القتل العمد التى قد تودى به إلى حبل المشنقة . وتوقع الكاتب أنه فى حالة توقيع المحكمة حكم الإعدام ضد مرسى ورفاقه ,أن تتدخل الولاياتالمتحدة وتضغط على السيسى مجدداً وتطالبه بتخفيف حجم العقوبة ,إلا أنه أكد أن السيسى لن يفعل ذلك حتى لو أدى الامر إلى قطع المعونة بالكامل عن مصر . صحيفة معاريف العبرية التى تخصصت فى الهجوم على عبد الفتاح السيسى ووصفت فى أكثر من مناسبة أحداث 3 يوليو بالإنقلاب العسكرى ,وإعلانها الواضح والصريح أن السيسى لا يستحق جائزة التايم الامريكية , ً كأكثر شخصية تأثيراً على مستوى العالم , تنازلت هى الاخرى عن موقفها السابق ,وتطرقت وسط حديثها عن أرئيل شارون قبل إعلان الاطباء عن وفاته ,والحديث عن بطولاته وزعامته ,أن شارون لو كان على قيد الحياة ,كان سيحترم السيسى ويتعاون معه على دعم العلاقات والسلام بين البلدين بإعتباره زعيم حقيقى . وفى نفس الوقت إمتدحت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية هذا الأسبوع ما أسمته "مبادرة السيسى" التى من خلالها تم الإتفاق مع بدو سيناء على تسليم الأسلحة التى بحوزتهم وإعتبارهم غير متورطين بالتعاون مع تنظيم الجهاد الإسلامى . وقالت الصحيفة أن المبادرة قد أدت إلى فتح صفحة جديدة بين الجيش وبدو سيناء كما أدت إلى تدعيم قوة الجيش المصرى فى سيناء وفرض سيطرته على المنطقة التى شهدت فوضى أمنية بالغة منذ سقوط الرئيس الأسبق حسنى مبارك . الإذاعة العامة العبرية غيرت هى الاخرى من نبرتها الحادة تجاة مصر وتجاة الفريق السيسى ,وفى المقابل وجهت نقداً مباشراً للرئيس الامريكى بسبب مواقفه الغير مقبولة من مصر منذ توليه منصب الرئيس وتسائلت لماذا لم يعترف حتى الان بالنظام الحالى الذى يرأسه فعلياً عبد الفتاح السيسى الذى دخل فى حرب حقيقية ضد "الحركة المتطرفة المسماة بجماعة الإخوان المسلمين " وضد التظيمات الإرهابية السلفية المنتشرة فى سيناء ,ولماذا تم المتاجرة بموضوع قطع المعونات العسكرية عن مصر على الرغم من أن الولاياتالمتحدةالامريكية قد وضعتها فى أحد البنوك الاوربية منذ 8 أشهر تقريباً .