غير مبالية بنظرة واحاديث الناس مضت ابتسام (56 عاما) في طريق حبها الأول بحثاً عن السعادة لترتبط برجلٌ يصغرها بثمانية أعوام، تخطى معها هو الآخر ذات الحواجز من أجل حب وقعا في شباكه كما قالا. ابو بلال وام بلال والزوجة الجديدة ابتسام بينهما وبحسب صحيفة "القدس " المحلية لا تخفي ابتسام سعادتها في كنف زوجها وحبيب النظرة الأولى أبو بلال الفيري (48 عاما)، فاحتفلت قبل ايام بعيد ميلاده في أجواء عائلية جمعتها بزوجته السابقة وأبنائه وأحفاده الذين وعلى العكس من موقفهم الاول الرافض لفكرة زواجه من امرأة اخرى اعربوا عن سعادتهم بانضمام ابتسام لعائلتهم كزوجة ثانية لابيهم، وابدوا تعاطفا مع الزوجة الجديدة التي عاشت حياة عائلية عسيرة. الحب بعد الخمسين واشارت ابتسام انها ومنذ وفاة والدها عام 1982، وهي تعمل فقط من أجل تربية أشقائها وشقيقاتها، وأصبحت الوحيدة التي تعيل الأسرة من خلال عملها في مستشفى الشفاء كمساعدة ممرضة، ومضت بها الحياة طويلا وعائلتها ترفض كل من يتقدم لخطبتها والزواج منها طمعا بمالها. واضافت: "عائلتي مكونة من 6 أبناء وأختين، إحداهما متزوجة، قمت بتربيتهم واحتضانهم ومساعدتهم إلى أن كبروا وتزوجوا وأصبحت لهم بيوتهم، مشيرةً إلى أنها تعرفت منذ عام تماما على أبو بلال، وبعد فترة قصيرة من حب جمعهما "تقدمت زوجته لخطبتي له إلا أن عائلتي رفضت ذلك، وقامت بضربي وتعنيفي ومنعي من الاتصال به، وذلك رغم كل ما فعلته من أجلهم ومن أجل حياتهم". ويروي أبو بلال، قصة حبه التي تُوجت بالزواج من ابتسام مؤخرا، قائلا: "عانيت الأمرين كي أُتم زواجنا هذا، فالرفض لم يأت من زوجتي الأولى، فعلى العكس لم أتوقع ترحيبها بالأمر بهذه الصورة، بل ذهبت هي لخطبتها لي"، موضحا أنه أعجب بها من "نظرة واحدة حيث كانت البداية في مكان عملها في مستشفى الشفاء"، ومنذ ذلك الحين بدأ التواصل سويا بينهما عبر الهاتف والالتقاء في المستشفى. الزوجان ابو بلال وابتسام وتقول الزوجة الاولى (أم بلال) وهي تتبسم: "تقبلت الأمر بصدر رحب، وتفهّمت قصة حبهما وتعاطفت وحزنت على ابتسام والظروف المحيطة بحياتها مع عائلتها، فذهبت لخطبتها من بيت عائلتها، وقوبلت بالرفض القاطع غير أن والدتها التي توفت منذ 6 أشهر قد عرضت عليّ شقيقتها البالغة من العمر 38 عاما مع رفضهم لتزويج ابتسام". ويقول أبو بلال أنهما قررا البدء بإجراءات إتمام عقد زواج رسمي دون علم أهلها، لافتا إلى أنه توجه للمحاكم مرات عديدة، وبعد عناء شديد قرر أحد القضاة أن يتولى أمرها ويُتم إجراءات إتمام عقد الزواج، مشترطا عليه دفع مبلغ 5 آلاف دينار أردني مقدّم، وعقد قرانهما في الثالث والعشرين من تشرين اول/ أكتوبر الماضي. وتقول ابتسام: "بعد إتمام مراسم الزواج في المحكمة، ذهبت لعائلتي كي أخبرهم وأضعهم أمام الأمر الواقع إلا أنهم هاجموني، وقاموا بضربي وأخذ هاتفي المحمول ومنعوني من الذهاب إلى العمل، وأغلقوا عليّ داخل إحدى غرف المنزل، وهم يحاولون إرغامي بعمل توكيلات للطلاق، إلا أن محاولاتهم جميعها باءت بالفشل". وتوضح أنها انتقلت للعيش مع أبو بلال في بيت عائلته، في إحدى الليالي التي ترك شقيقها الأكبر باب غرفتها ومنزل العائلة مفتوحا خلال احدى ليالي العاصفة الجوية التي ضربت المنطقة "اليكسا" وقالت بانها لجأت إلى إحدى صديقاتها الساعة الثالثة فجرا، قبل أن يصل أبو بلال وينقلها لبيته، وتعيش معه إلى جانب زوجته الأولى وأبنائه. وتضيف: "الحب لا يرتبط بصغير او كبير" مشيرة الى امنيتها في أن تخرج من حياتها بطفل يؤنس عمرها، معبرة عن سعادتها بزواجها من أبو بلال، الذي يقاسمها ذات الشعور بالفرح والسعادة، خاصة وان زوجته السابقة (ام بلال) تبدي تفهما شديدا لزواجه من ابتسام وتؤكد هي الأخرى أنهما تعيشان حياة سعيدة. وتقول الابنة الأكبر (فاتن) بأنها احترمت رغبة والدها في الزواج ونصرة ابتسام المظلومة، وأن جميع أشقائها السبعة تقبلوا الأمر بأريحية وسعادة، ذلك لأنهم سوف يرون أباهم سعيدا معها.