فنانة لبنانية مثقفة, تدرك قيمة الفن ومدى تأثيره على المتلقى, فهى متعددة المواهب, ممثلة، مخرجة، مؤلفة وأستاذة مسرح. تؤكد بولين حداد في حوارها مع Gololy على رفضها التام لتقديم أي تنازلات من أجل الشهرة والنجومية, فهى فنانة تحترم نفسها, لديها طموح لتحسين صورة الفنان اللبناني، ومهنة التمثيل تحديدا. بولين تؤكد أنها ليست ضد إجراء الفنانات لعمليات التجميل, لكنها ضد العمليات المبالغ فيها والتي تؤدي الى تغيير معالم الوجه بالكامل، والذي تعتبره سيء جدا للممثلة. العديد والعديد ذكرته بولين في الحوار الذي بدأناه بسؤالها.. كيف تعرفين نفسك للجمهور العربي.. وكيف كانت بدايتك الفنية؟ في البدء، بعد تخرجي من معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية، تعرفت على الجمهور العربي كمخرجة مسرح من خلال مسرحيتي «الكونترباص» المقتبسة من الكاتب الألماني باتريك سوسكند والتي شاركت في عدة مهرجانات ودول عربية، وحصدت الجوائز وشهادات التقدير، ومن ثم تعرف عليّ هذا الجمهور كممثلة من خلال مشاركتي في أعمال درامية لبنانية وعربية مع مخرجين مخضرمين وما لا يعرفه الجمهور العربي عني بعد، أنني أيضا أستاذة في مادة المسرح ولي مكتب خاص يعنى بأمور الكاستينج وتدريب المواهب على التمثيل. هذه انا أعشق مهنتي بكل تفاصيلها ولو عاد الزمن بي الى الوراء لاخترت نفس المجال. هناك صورة نمطية انطبعت فى عقول الجماهير العربية.. أن الفنانة اللبنانية رمز للإغراء والعري والجرأة.. ما تفسيرك؟ نرى اليوم على شاشاتنا الكثير من الإغراء والعري وخصوصا في الفيديو كليبات والبرامج التلفزيونية والحفلات لفنانات من عدة دول عربية، قد تكون الفتاة اللبنانية متحررة جريئة طموحة أكثر من زميلاتها في الوطن العربي نظرا أحيانا لاختلاف البيئة اللبنانية عن سواها من الدول العربية مما يعطي انطباع أنها رمز للجرأة. وأرجح سبب هذه المقولة أيضا لأن الجمهور العربي اعتاد أن يرى مشاركة بعض الفنانات اللبنانيات في السينما والدراما العربية فقط من خلال أدوار الاغراء والعري ولكن هذا الاستثناء لا يمثّل كل الفنانات والممثلات اللبنانيات. لديك طموح لتحسين صورة الفنان اللبناني ومهنة التمثيل تحديدا حديثينا عن هذا الطموح أكثر؟ طموحي يبدأ أولا من خلال تدريب وتوعية تلاميذي على أن يكونوا جمهور مثقف ناقد يستطيع أن يقيم ما يراه سواء على الشاشة أو المسرح لأن وعي الجمهور يساعد في تحسين مهنة الممثل، فإن صار المشاهد يطالب بالنوعية، بنصوص وحوارات قيمة، بممثلين ومخرجين خلاقين، بمصداقية في نقل وقائع العمل إنتاجيا، وألا يشاهد ما يسوق له فقط، عندها حتما لن يكون هناك فرصة للمتطفلين على هذه المهنة بل للمواهب الحقيقية مما سيساهم في تحسين صورة الفنان والممثل اللبناني وتغيير الصورة النمطية التي ذكرتها منذ قليل. كان لك تجارب ناجحة فى مسرح الطفل.. كيف ترين واقع هذا المسرح الآن؟ نعم خصوصا في العامين المنصرمين اذ قدمت مسرحيتين للأطفال من تأليفي وإخراجي وذلك بمناسبة اليوم العالمي للغة الام و بالتعاون مع جمعية ابو ظبي للفنون والموسيقى. والهدف من ذلك حث الاطفال على التمسك بلغتهم الأم أي اللغة العربية والعمل على نشرها بعد أن سيطرت اللغة الاجنبية في زمن العولمة هذا. ولعل هذا ما ينقص مسرح الطفل في الآونة الاخيرة، وضع اهداف توجيهية تربوية ايضا وليس فقط وضع اهاف تجارية محض. وقد يكون واقع مسرح الطفل لا يزال افضل من واقع المسرح بشكل عام... فالأعمال المسرحية تقلصت مؤخرا وكذلك النوعية والاحتراف والخلق. في رأيك ما الذي يحتاجه الفن العربي حتى يصل إلى العالمية ؟ كل العوامل التي ذكرتها سابقا تساعد للوصول إلى العالمية وبرأيي الفن العربي وصل الى العالمية من زمن من خلال بعض الممثلين امثال الاستاذ عمر الشريف وغيره... ومن خلال بعض المخرجين أمثال رحمة الله عليهم يوسف شاهين، مصطفى العقّاد وغيرهما، ومن خلال العديد من الافلام الطويلة والقصيرة التي تشارك سنويا في المهرجانات العالمية وتحصد أهم الجوائز. هناك من يرى أن الموهبة وحدها تكفي لدخول عالم التمثيل.. ما تعليقك؟ الموهبة هي الاساس وممكن ان تبقى هواية وتساعد للدخول الى عالم التمثيل ولكن متى اردنا ان نعتنق التمثيل كمهنة،فلهذه المهنة قواعد وأصول كأي مهنة في العالم، فحينها الموهبة وحدها لا تكفي بل يجب ان نصقلها بالعلم والمعرفة والتدريب المستمر... فكما المطرب يصقل موهبته بتدريب وتهذيب صوته كذلك ممكن للموهوب بالتمثيل ان ينمي موهبته ويثقف نفسه فنيا. من هى مثلك الأعلى من الفنانات اللبنانيات؟ كل فنانة مثقفة طموحة اجتهدت لتصل الى ما هي عليه من شهرة وكسبت اعجاب ومحبة الناس ولا تزال تجتهد لتحافظ على تميزها ومكانتها، تكون مثلي الاعلى وهناك الكثير من الفنانات اللبنانيات اللواتي تتمتعن بهذه الصفات لذلك لن اسمي واحدة واظلم الاخريات. حدثينا عن تجاربك السينمائية ؟ تجاربي السينمائية تمحورت بين السينما اللبنانية والسينما الايرانية. وكانت تجارب افتخر بها اذكر منها فيلم «رصاصة طايشة» للمخرج اللبناني جورج الهاشم الذي حصد عدة جوائز في مهرجانات عالمية وكذلك فيلم «خلة وردة» للمخرج اللبناني عادل سرحان الذي حصد الكثير من الجوائز والتقدير وإعجاب الجماهير وكذلك فيلم "الموت الأبيض للمخرج الايراني مرتضى أتش زمزم والذي صوّرته في أصفهان وتكلمت فيه باللغة الفارسية. أنا أعشق السينما وأتمنى ان يكون لي تجارب ايضا في السينما المصرية. ما تقييمك لتجربة الفنانات اللبنانيات مؤخراً في السينما المصرية؟ أحترم هذه التجربة واقدرها وهي ليست جديدة، فمنذ القدم، من ايام افلام الاسود والأبيض والسينما المصرية تستقطب الممثلين اللبنانيين والسوريين والتونسيين وغيرهم. والسينما المصرية قدمت لنا اهم النجوم في الوطن العربي ولا تزل حتى يومنا هذا. ما رأيك في أجراء الفنانات لعمليات التجميل؟ من المهم ان تهتم الفنانة بمظهرها وان تظل جميلة بنظر جمهورها ، فان كان لا بد من عملية تجميل فهذا ليس عيب او غلط. ولكن انا ضد البوتوكس والتاتو وعمليات التجميل المبالغ فيها والتي تؤدي الى تغيير معالم الوجه كلها وهذا سيء جدا للممثلة اذ تفقد المصداقية في تعابيرها وفي تأدية ادوارها. ما هى أحلامك على المستوى الفني و الشخصي؟ على المستوى الفني،اتمنى ان يوفقني الله باختياراتي للأدوار وان تنتشر اعمالي اكثر ان كان على صعيد التمثيل او الاخراج. اما على الصعيد الشخصي ، اعتقد ان احلامي بدأت تتحقق. هل تقدمين تنازلات حتى تنالين الشهرة والنجومية؟ كلا. هل توافقين على الظهور بالمايوه على شاشة السينما؟ كلا. ما هى الخطوط الحمراء في حياتك الشخصية؟ الكرامة, عائلتي. أين الحب من قلب بولين؟ قريب جدا...بقلب الحبيب.