قد يكون العنوان محبطا، ويوحى لك من الوهلة الأولى أن الثورة فشلت، أو فى طريقها للتحلل والفناء، والحقيقة أنه عنوان يطرح عادة بعد عقود طويلة من الثورات يراجع ما نجحت فيه وما أخفقت، بعد أن تكون قد أخذت فرصتها من حيث الزمن ومن حيث القدرة السياسية على ترويج المشروع وصناعة الفوارق الأساسية التى تجعل الناس يلتفون حولها. طوال الوقت كان هناك أمل أن يأتى العيد الأول للثورة، باحتفال حقيقى بما تحقق، وإذا كان لابد من السؤال فليكن ماذا تبقى من أحلام وأهداف للثورة لم يتحقق؟ لكن المؤسف أنك تتجه إلى طرح السؤال بصيغة مغايرة ربما يحوطها الإحباط، ويتخللها التشكك فيما حدث وما يحدث. الناس مازالت فى الميادين، بعضهم أعاد تموضعه، ينزل للاحتفال وليس للاحتجاج، لكن وسط هذا الاستقطاب تبقى حقيقة واحدة، أن هذه الثورة التى قامت من أجل تحقيق مطالب محددة وبعناوين واضحة «عيش حرية عدالة اجتماعية» مازالت تراوح نفسها، وكشف حسابها يتراجع فى كل العناوين الرئيسية، الإيمان بالثورة ذاته يتراجع، وسط هجمة إعلامية كبيرة تحملها كل جريرة. هل الثورة خربت البلد؟ كما يقولون.. هل تحقق مشروعها فى المعيشة الكريمة، هل انتصر القائمون على إدارتها لما رفعته من مبادئ تتعلق بالعدالة؟، هل تقدمت الحريات أم تراجعت؟، فى الصفحات التالية لن تجد الخبراء والسياسيون ونجوم الثورة يتحدثون، ستجد أمهات الشهداء ومصابين ومواطنين مثلك ومثلنا ومثل كل أهالينا، كانت لديهم أحلام تفتحت مع الشرارة الأولى، ولا أحد يعرف لماذا تضاءل وهجها، حتى شعر البعض أن الثورة فى حاجة إلى ثورة، ربما تجد إجابات عن ما يدور فى رأسك من علامات استفهام، ربما تساعدك شهادة لأم شهيد عن عام مضى مع الحزن والدموع لتحكم على هذا العام، ربما تواجهك أرقام وإحصاءات قبل الثورة لتعرف، هل كان اقتصادنا عظيما وأودت به الثورة، أم أن الديمقراطية والحرية التى رفعت الثورة شعارها كانت أكبر دافع للنمو لو تم البناء عليها. جاء العيد الأول للثورة، ومازال المصريون يبحثون عن «العيش والحرية والعدالة».. ويبحثون عن أموالهم وثرواتهم المنهوبة، ويسألون عن ثمن الدم الذى نزف والعيون التى فقأت فأظلمت وكانت تعتقد أنها ستضىء بإظلامها العالم الجديد، يبحثون عن القصاص فى محاكم مدنية فيما تقتص منهم المحاكم العسكرية، يتذكرون شريط الذكريات من لحظة الفرحة الغامرة عند المتنحى، حتى تراجعت الأفراح يوما بعد يوم، من أول «رصيدنا لديكم يسمح» وحتى «القتل والسحل والتنكيل» ما الذى جرى خلال عام، وما الذى تبقى من هذه الثورة؟ %5.4معدل النمو فى العام الماضى5.4 ٪معدل النمو فى العام الماضى خدعوك فقالوا: «الثورة خربت البلد» س: ماذا لو.. لم تقم الثورة وجاء «جمال»؟ %10غرامة الممارسات الاحتكارية اقتصاد ما بعد 25 يناير.. وهم الانحياز لمطالب الثورة يوميات مرشد سياحى فى انتظار «الفرج»: هتفنا للعيش.. و«دلوقت مش لاقى لقمة» 12ملياردولار حجم ثروة الرئيس السابق ويمضى العام الأول.. ومازال البحث جاريًا عن الثروات المنهوبة عن استرداد الأموال يقولون: «انسى» 70ألف عدد سكان الجزيرة لا عيش ولا حرية ولا عدالة.. عن جزيرة الوراق يتحدث أهلها شعلان.. شارع يحمل اسمه.. والقاتل حر محاگم عسگرية فى زمن الثورة محمد صديق.. الثائر المفقود خميس وعبدالعظيم.. شقيقان أمام النيابة العسكرية رحلة أم حسن من الميدان للميدان مرورًا بالمحكمة العسكرية أخت شهيد المطرية: لسه بنجرى ورا القصاص حتى لا تتكرر (المحاكمات العسكرية للمدنيين) متظاهرون وعمال وطلبة.. ضحايا محاكمات العسكر أسرة منة الله: عرفنا القاتل لكننا برأناه فى النيابة الرفاق الثلاثة: .. وفى الجنة لنا لقاء آخر والدة مينا نبيل: مش عارفة آخد حق ابنى من اللى قتلوه أم الشهيد حسن حمدان: مابقاش حد يدخل علينا.. والحزن مالى البيت أم مصطفى شاكر: حالتنا المعنوية تحت الصفر إبراهيم.. 4 رصاصات والقاتل (مش هيتحاكم) والدة الشهيد أحمد أنور: التغيير عندى يعنى القصاص من القاتل محاسن: عايزه أقول لابنى مبارك لسه بيحكم ومافيش حاجة اتغيرت والدة أبوغنيمة: هانزل التحرير.. وهاقول للثوار ما تسيبوش الميدان أسرة رحمة: الظلم لسه شغال.. گإننا ما مُتناش تيمور.. السماء تمطر حجارة.. والأرض تنبت عيونًا أترى حين أفقأ عينيك ثم أثبت «15 ألف جنيه» مكانهما؟ شعبان: 3 بليات فى العين الشمال و2 فى العين اليمين.. ولسه بنزل للميدان رضا.. راضى بقضاء الله (ثابت على الثورة) أحمد عرابى: كلمة سر ضياع العين (سلمية.. سلمية) كامل: لو خيرونى بين الفلوس والقصاص..أختار القصاص عمر مهران.. الذى ترك عينه فى الميدان محمد سعيد: الرصاصة لا تزال فى عينى الشافعى: ما كنتش عايش قبل ما تضيع عينى مجدى: (فردت كفى.. مستنى عينى الشمال تنزل) حكاية الطفلة فرح: أجمل ما فى الثورة إن مفيش مذاكرة الشعار الخفى للثائرين: معا ضد الأبوية شعب يبحث عن (أب) بعد خلع (الأب البديل) (ميدان تحرير) فى كل بيت (يثور ولا يطالب بالتنحى)