اخبار مصر قال اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، إن الأجهزة الأمنية أوشكت على تطهير سيناء من البؤر الإجرامية وكافة العناصر الإرهابية التى كانت تتخذ منها وكراً ومنصة انطلاق لتنفيذ عمليات إجرامية ضد قوات الجيش والشرطة، مشيراً إلى أن القوات المسلحة بذلت مجهوداً خارقاً انعكس على النتائج التى تم تحقيقها ميدانياً وانحسار موجات العنف بشكل ملحوظ مقارنة بالعمليات الإرهابية التى تم تنفيذها فى أعقاب 30 يونيو وعزل الرئيس السابق محمد مرسى. وأضاف اللواء إبراهيم فى تصريحات خاصة ل«الوطن» أن العمليات الأمنية واسعة النطاق فى سيناء تحقق كل يوم وكل ساعة تقدماً ونجاحاً يجعل نهاية الإرهاب فى سيناء قريبة، لافتاً إلى أن الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة مستمرة فى مواصلة عملياتها هناك حتى إعلانها منطقة خالياً تماماً من الإرهاب، وهو ما سيكون تمهيداً لعملية تنموية شاملة فى سيناء تؤسس لمرحلة جديدة فى حياة أهلها ومصر كلها. وأشاد وزير الداخلية بالدعم الذى وصفه ب«الوطنى والمثير للإعجاب» من جانب أهالى سيناء الشرفاء الذين كان لهم دور كبير فى نجاح العمليات هناك، وعبّر فى الوقت نفسه عن مدى الرغبة التى تملأ صدور الأهالى فى العيش فى السلام والأمن والسكينة. كما أشاد اللواء إبراهيم بالروح المعنوية العالية لدى قواته وعزيمتهم التى كانت مثاراً لفخره واعتزازه، موضحاً أن دماء شهداء الشرطة الذين سقطوا خلال الحرب على الإرهاب خلال الفترة الماضية كانت دافعاً على مواصلة بذل التضحيات رغم صعوبة المواجهة فى بعض الأحيان فى سيناء. وشرح وزير الداخلية ذلك بقوله إن العناصر الإجرامية والإرهابيين خاصة الهاربين من السجون والعشرات ممن أفرج عنهم الرئيس المعزول محمد مرسى وحلفائهم من جنسيات فلسطينية وسورية وأفغانية داخل سيناء لجأوا إلى عمليات غادرة وخسيسة عندما ضيقت عليهم القوات الخناق وفشلوا فى المواجهات المباشرة كما لم يتمكنوا من ردع القوات أو مواجهتها بأسلوب رجولى كما يزعمون خلال حملات مداهمة أوكارهم سواء على الشريط الحدودى أو فى العمق داخل سيناء. وتابع: «هما كانوا متصورين إنهم بالطريقة دى هيمنعونا من مواصلة مطاردتهم لكن اكتشفوا إن عملياتهم القذرة اللى بينفذوها بلا أى قيمة ولا تحقق لهم أى أهداف، والنتيجة أن الوضع فى سيناء كل يوم يكون أفضل من اليوم الذى سبقه والجميع يلاحظ ذلك، وإن شاء الله ربنا يسهل وننتهى من تطهير سيناء كلها فى وقت قريب». وفيما يتعلق بالعمليات الأمنية فى كرداسة قال إبراهيم إن القوات حققت 90% من أهدافها لكن ذلك لا يعنى إطلاقاً انسحاب القوات من هناك، موضحاً أنه لم يتحدد موعد لذلك. وأكد الوزير أن القوات باقية فى كرداسة حتى إقرار الأمن بشكل كامل وتمكين مؤسسات الدولة من العمل وأداء دورها هناك، مضيفاً أن القوات تمكنت من القبض على ما يزيد على 70 متهماً من منفذى واقعة الهجوم على القسم وقتل 11 ضابطاً وفرد أمن فى 14 أغسطس الماضى، مشدداً على أن هناك هاربين لن تكف أجهزة الأمن عن ملاحقتهم والقبض عليهم وإحالتهم لجهات التحقيق. وكشف الوزير أن وزارة الداخلية تشن حملات موسعة على بؤر إجرامية شديدة الخطورة فى مختلف محافظات الجمهورية مثل التى تشنها حالياً فى الإسماعيلية والسويس والقليوبية، وتلك الحملات تأتى فى إطار سلسلة من الحملات التى تستهدف بها وزارة الداخلية تطهير مصر كلها من كافة البؤر الإجرامية. ووجّه إبراهيم رسالة إلى الشعب المصرى أكد فيها تعهد أجهزة الأمن ببذل كل الجهود والتضحيات كى ينعم الجميع بالأمن والسلام الذى يستحقه الشعب. وفيما يتعلق باقتراحات الداخلية على لجنة تعديل الدستور والإصرار على النص على أن يكون ولاء الشرطة للشعب قال إبراهيم إن 30 يونيو كان حدثاً فارقاً وتاريخياً بالنسبة لوزارة الداخلية التى لن تتورط فى أى تصرف من شأنه أن يعكر صفو علاقتها بالشعب مرة أخرى، وتأسيساً على ذلك طبيعى أن يكون دستور مصر الجديد مرسخاً لكل مكتسبات ثورة 30 يونيو ومدعماً للعلاقة الجديدة التى نشأت بين الشعب والشرطة، وذلك لن يكتمل إلا بتأكيد ذلك فى الدستور الجديد الذى سيجعل ولاء الشرطة للشعب وحده دون أن تعمل لمصلحة حاكم أو حزب مهما كان، مشدداً على أن «عهد ولاء الشرطة وتبعيتها للحاكم ولّى بغير رجعة.. الشرطة للشعب وحده ولن تدخل فى مجريات العملية السياسية إطلاقاً». وحول تأمين المدارس والعام الدراسى الجديد قال إبراهيم إن الوضع بصفة عامة جيد والأمور تسير بشكل طبيعى، موضحاً أن الوزارة تنفذ خطة على أعلى مستوى لتأمين المدارس على مستوى الجمهورية ومنع التحرش وضبط كل من تسول له نفسه أن يعبث بأمن الطلاب. وأشار إلى أن الوزارة خصصت سيارات من النجدة ملصقاً عليها (استيكر) «قوات تأمين المدارس»؛ لبث شعور عام بالطمأنينة فى نفوس التلاميذ وأولياء أمورهم. وفيما يتعلق بنقل مهدى عاكف المرشد العام السابق لجماعة الإخوان من محبسه فى سجن طرة إلى مستشفى المعادى العسكرى للعلاج قال إبراهيم إن ذلك تم مساء أمس بعد موافقة النائب العام على طلب محامى عاكف الذى يعانى من أمراض الشيخوخة لتجاوز عمره 86 سنة وعدم ملاءمة مستشفى السجن لعلاجه فتم نقله إلى مستشفى المعادى الذى يحظى بإجراءات تأمين مشددة، مشيراً إلى أنه سيتم إعادته لمحبسه فور تحسن حالته الصحية واستقرارها.