الجميع بلا إستثناء شارك فى ماراثون نقل خبر طرد شيرين أو – إنسحابها- من حفلها ضمن فعاليات مهرجان أصوات نسائية بتطوان، البعض نقل الخبر مجردا كما حدث، والبعض الأخر تفنن فى وصف ما حدث وإضافة بعض المشاهد الدرامية التى تحلو لخياله، بين هؤلاء وهؤلاء لم نجد من يقف ويحلل هذا المشهد، لماذا حدث ذلك لشيرين ومن تسبب فى تعرضها لهذا الضغط النفسى الذى لا يحسدها أحد عليه. شيرين خرجت على المسرح منتشية كعادتها قبل الغناء وكعادتها أيضا حاولت أن تشارك جمهورها معها فرحتها بطريقتها المعهودة سواء بإطلاق الإفيهات أو بالحديث دون تكلف، هذه المرة قالت شيرين عاش المغرب وكان من الطبيعى من مطربة مصرية تعايش ما تعيشه مصر الأن أن تقول عاشت مصر أو عاش السيسى، لكنها رغم صحة ما فعلته أخطأت وإذا حملنا شيرين وحدها الخطأ هنا نكون على الفور غير منصفين. الخطأ قبل أن يقع على شيرين عبد الوهاب وقع متلبسا على الشركة التى تنتمى لها شيرين وهى كما نعلم جميعا شركة نجوم ريكوردز التى سمحت لمطربتها أن تقع فى تلك الورطة، شركة لم تفكر مجرد التفكير فى أن تجمع بعض المعلومات عن المكان الذى ستغنى به مطربة بأهمية شيرين بالنسبة لشركة لم تزل وليدة، الشركة وحدها لا تتحمل الخطأ ايضا بل يتحمله معها مديرا أعمال شيرين عبد الوهاب، سواء ياسر خليل المسئول عن كل ماله علاقة بالغناء فى حياة شيرين أو أيمن نابليون من يتقاسم معه هذا الدور أحيانا وكلاههما يتقاضى ألاف الجنيهات مقابل موقعه هذا فى حياة النجمة المهمة . ألا تعلم شركة نجوم ريكوردز وكلا من ياسر وأيمن أن تطوان هى معقل للإخوان المسلمين أو الإسلاميين بشكل عام فى المغرب، ألا يعلمون أن حزب العدالة والتنمية الإسلامى المتشدد والذى يقود الأن الحكومة المغربية تقبع غالبية المنتمين له فى تلك المدينة، إن كانوا لا يعلموا فهذا شأنهم ولكن إن كان صميم عملهم يجبرهم على السعى وراء هذه المعلومات فهم مقصرون فى أداء عملهم بل وتسببوا فى وضع سئ ومهين لمطربتهم . ألم يحاول ياسر خليل أن يتعلم من مديرى أعمال النجمات العالميات أمثال شاكيرا وبيونسيه وبريتنى سبيرز، كيف يكون العمل مع النجوم، ألا يعلم حالة الطوارئ القصوى التى أقامها مدير أعمال بيونسيه قبل وأثناء وبعد حفلها فى بروتو غالب فى مصر عام 2009، ألا يعلم كيف حضر قبلها إلى مصر ونسق مع عدد من الوكالات والصحف والشركات وتعرف على خصوصية الجمهور المصرى وماهية الشريحة التى ستحضر الحفل وكل هذه من معلومات عليه جمعها بمقتضى عمله حماية لمطربته من الوقوع فى خطأ بسيط قد يحرجها مع جمهورها، أم أن إدارة الأعمال فى عرفكم لا تعنى سوى "تربيط" الإتفاقات مع الشعراء والملحنين والحديث إلى الصحفيين أو حتى تجاهلهم أحيانا. الخطأ وارد حتى وإن كان فادحا ولكن ما يشعرك أن أحدهم فى أزمة حقيقية هو التعالى والتكبر على الإعتراف بوقوع خطأ، إدارة الأعمال يا سادة لا تعنى أن تتدارك الخطأ بإرتكاب خطأ أشنع أو أن تنفى حدوث واقعة حدثت بالفعل وشهدها الشهود، بل أن المعطيات المتوفرة فقط تؤكد وحدها أن مشكلة كبيرة قد حدثت، فشيرين حيت السيسى بالفعل وهو ما جعل جمهور الحضور أو على الأقل معظم الحضور يثوروا ضدها، قد نختلف حول قصة طردها أو إنسحابها ولكن الواقعة حدثت بالفعل والجميع مقصر، الشركة ومدير الأعمال وشيرين وخطأ شيرين تحديدا يكمن فى عدم متابعتها لعمل القائمين على عملها ونجوميتها وإنجرافها وراء تبريراتهم الواهية التى يغطون بها على تقصيرهم المستفز، وإن لم تتعلم هذه المرة أيضا فلتتحمل وحدها ما يأتى مستقبلا.