مأساة حقيقية يعيشها ابناء قرية «محلة دياي» التابعة لمركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ.. فما يعتبره الجميع نعمة كان نقمة علي أبناء هذه القرية.. اذ أنها تقع علي ضفاف نهر النيل. وكان هذا وابلا عليهم فكل عام تخسر القرية العديد من أبنائها، بسبب وسيلة المواصلات الوحيدة التي تربطهم بأقرب مدينة وهي علي الجانب الأخر من النهر والطريقة الوحيدة للعبور هي «معدية» متهالكة يضطرون لركوبها في رحلة محفوفة بالمخاطر غالبا ما تنتهي أما بتعطل المعدية وسط النهر أو اختلال توازنها ليسقط ركابها ويكون مصيرهم الغرق. يقول محمد المعناوي «مدرس» اضطر يوميا الي ركوب المعدية للذهاب الي عملي بالجهة المقابلة بمركز شبراخيت التابع لمحافظة البحيرة.. وفي كل مرة انطق «الشهادتين» لاني لا اضمن الوصول إلي البر بأمان، فالمعدية متهالكة وغير مرخصة.. وخلال هذا العام غرق 3 من أبناء قريتنا أثناء ركوبهم المعدية.. ونحن نخسر كل عام عددا من أهالي القرية يموتون غرقا بسبب المعديات الخمسة التي لا تصلح حتي لأعمال الصيد فهي عبارة عن مراكب صيد تم «تكهينها» يقوم مالكها بتركيب «موتور» عليها لتصبح بعد ذلك معدية الرحلة الواحدة كما نطلق عليها لانها في معظم الأحيان اما ان يختل توازنها ويسقط من فيها في عرض النهر واما ان تتعطل وتنجرف مع التيار. ويقول احمد نبيه «طالب» اقوم يوميا بركوب المعدية للذهاب الي معهد الخدمة الاجتماعية بدمنهور .. ويستطرد: المعدية لا يوجد بها اي وسيلة امان فمن يقودها صبية لا يتجاوز عمرهم 18 عاما وهيكلها به العديد من الثقوب، وكثيرا ما تتسرب المياه الي ارضية المعدية التي تتمايل بعنف فوق سطح المياه.. والكارثة الكبري ان اكثر من الف طالب وطالبة يذهبون الي مدارسهم وكلياتهم يوميا عبر تلك المعديات التي تحمل في المرة الواحدة اكثر من 50 فردا في حين انها في الظروف الطبيعية تبلغ حمولتها القصوي 10 افراد. عصام جوهر «مدرس» يروي معأناة اهل القرية مع المسئولين خلال محاولتهم البحث عن حل لمشكلة المعديات يقول: طرقنا كل الابواب بداية برؤساء المدينة الذين تعاقبوا علي رئاسة مدينة دسوق مرورا باعضاء مجلس الشعب وحتي محافظي كفر الشيخ والبحيرة ,ولم نجد اي استجابة.. وحتي بارقة الامل التي ظهرت لنا تلاشت بعد ان وعدنا المسئولون بالمحافظة بان نحصل علي المعدية الكبيرة التي كانت تعمل بين مركزي «فوه» و»المحمودية» بعد انشاء كوبري يمر فوق النيل ويربط بين المركزين وهذه المعدية مجهزة لنقل الركاب والسيارات معا وكانت كفيلة بحل مشكلتنا وقد اكد لنا رئيس مدينة دسوق انه سيخاطب رئيس مدينة فوه لسرعة احضار المعدية ..ولكن قامت اصابع خفية بتعطيل الاجراءات ومازالت القرية تعاني دون ادني تحرك من المسئولين. ويري جمال عبد العاطي «موظف بمركز شرطة شبراخيت» ان حل المشكلة يكمن في نقطتين اساسيتين الاولي هي ان يتم انهاء اجراءات نقل معدية مركز فوه واستقدامها للعمل بقرية محلة دياي.. مشيرا الي انها الان «مركونة» ولا تستعمل فلما لا يتم نقلها للعمل لدينا ؟.. اما النقطة الثانية فهي انشاء وحدة انقاذ نهري لخدمة القرية وتوابعها خاصة وان تعداد سكانها يزيد عن 50 الف نسمة.