يحل اليوم ذكرى ميلاد الفنانة اللبنانية الكبيرة ماجدة الرومي، إحدى أبرز القامات الفنية في العالم العربي، التي شكل صوتها علامة فارقة في تاريخ الغناء العربي، وارتبط اسمها بالأناقة الفنية، والالتزام الإنساني، والكلمة الراقية التي تخاطب الوجدان والعقل معًا. ولدت ماجدة الرومي في 13 ديسمبر عام 1956 بمدينة كفر شيما اللبنانية، ونشأت في بيئة فنية، إذ تأثرت بوالدها الموسيقي حليم الرومي، الذي كان له دور كبير في اكتشاف ودعم العديد من الأصوات الغنائية العربية. ومنذ بداياتها، بدا واضحًا أن ماجدة تمتلك صوتًا استثنائيًا وقدرة فريدة على التعبير العاطفي العميق. وخلال هذه السنوات الطويلة لم تغيب ماجدة عن الساحة الغنائية التي حفرت بها اسمها بحروف من نور، ولكنها تركت الساحة التمثيلية رغم نجاحها في تجربتها الأولى والوحيدة التي مهدها لها المخرج يوسف شاهين. انطلاقة ماجدة الرومي الفنية بدأت مسيرتها الفنية في أوائل السبعينيات، ولفتت الأنظار بقوة بعد مشاركتها في برنامج «استديو الفن»، حيث حققت نجاحًا كبيرًا مهّد لانطلاقتها الحقيقية في عالم الغناء. وقدمت أعمالًا غنائية جمعت بين الطرب الأصيل والموسيقى المعاصرة، لتصنع لنفسها مدرسة فنية خاصة. أغنيات خالدة ومسيرة حافلة قدمت ماجدة الرومي عبر مشوارها الفني الطويل مجموعة من الأغنيات التي أصبحت جزءًا من الذاكرة العربية، من أبرزها: «كلمات»، «عم يسألوني عليك الناس»، «اعتزلت الغرام»، «كن صديقي»، «بيروت ست الدنيا»، «أنا عم بحلمك» وغيرها من الأعمال التي عبّرت عن الحب، الحنين، والإنسان. كما ارتبط اسمها بعدد من كبار الشعراء والملحنين، وقدمت أعمالًا وطنية مؤثرة، خاصة تلك التي تناولت معاناة لبنان وأحلامه، لتصبح صوتًا فنيًا يعكس وجدان الشعب اللبناني في أصعب اللحظات. حضور إنساني وثقافي إلى جانب مسيرتها الغنائية، عرفت ماجدة الرومي بمواقفها الإنسانية ودعمها للقضايا الاجتماعية والثقافية، ومشاركتها في العديد من الفعاليات الخيرية والإنسانية، ما عزز مكانتها كفنانة ملتزمة برسالة الفن الهادف. تكريمات وجوائز ماجدة الرومي خلال مسيرتها الفنية حصلت ماجدة الرومي على العديد من الجوائز والتكريمات العربية والدولية، تقديرًا لعطائها الفني ودورها الثقافي والإنساني، كما تعد من الأصوات القليلة التي حافظت على ثبات مستواها الفني واحترامها لجمهورها عبر العقود. وقدمت ماجدة الرومي عام 1976 فيلمها الوحيد "عودة الابن الضال" بطولة هشام سليم ومحمود المليجي وهدى سلطان وسهير المرشدي وشكري سرحان ورجاء حسين ورغم نجاح الفيلم ونجاحها في أولى تجاربها التمثيلية إلا أنها لم تكرر التجربة مجددًا. وما بين رفضها لأعمال لم تلق إعجابها أو عدم عرض العمل المناسب في التوقيت الأفضل تظل النتيجة واحدة غياب ماجدة الرومي عن الساحة التمثيلية ويظل فيلمها الوحيد في مسيرتها عائد الى مكتشف النجوم يوسف شاهين.