ساهم ارتفاع حرارة البحار وتزايد غزارة الأمطار المرتبطان بالتغير المناخي في التسبب بالفيضانات التي أوقعت مئات القتلى مؤخرا في إندونيسيا وسريلانكا، ولا سيما مع اقترانها بالخصائص الجغرافية في البلدين، على ما أوضح علماء الخميس 11 ديسمبر. وترافقت عاصفتان استوائيتان مع انهمار كميات هائلة من الأمطار على المنطقة الشهر الماضي، ما أثار انهيارات أرضية وفيضانات أودت بأكثر من 600 شخص في سريلانكا وحوالى ألف في إندونيسيا، كما أصيب الآلاف بجروح وما زال المئات في عداد المفقودين. وعددت دراسة سريعة للعاصفتين أجرتها مجموعة دولية من العلماء العوامل المختلفة التي تسبب تضافرها بالكارثة. ومن بين هذه العوامل هطول أمطار أكثر غزارة وارتفاع حرارة البحار على ارتباط بالتغير المناخي، بالإضافة إلى ظواهر جوية مثل "إلنينيا" و"ثنائية القطب" في المحيط الهندي. وقالت مريم زكريا الباحثة في كلية إمبيريال كولدج في لندن وهي من واضعي الدراسة، إن "التغير المناخي هو عامل على الأقل من العوامل التي تساهم في تزايد المتساقطات القصوى التي نشهدها". ولم تنجح الأبحاث في تحديد مدى تأثير التغير المناخي بصورة دقيقة، لأن النماذج لا تعكس بصورة كاملة بعض الظواهر المناخية الموسمية والمحلية، على ما أوضح الباحثون، غير أنهم لاحظوا أن التغير المناخي زاد من حدة الأمطار الغزيرة في البلدين خلال العقود الأخيرة وساهم في ارتفاع حرارة سطح البحر، ما يمكن أن يزيد من شدة العواصف. وأوضحت زكريا متحدثة للصحافيين أن عدد الأمطار القصوى في مضيق ملقة بين ماليزيا وإندونيسيا "ازداد بحوالى 9 إلى 50% بسبب ارتفاع الحرارة في العالم". وتابعت أنه "في سريلانكا، فإن التوجهات أكثر حدة، إذ باتت الأمطار الغزيرة أكثر كثافة ب28 إلى 160% بسبب الاحترار الذي لاحظناه".