ضحى عاصى خبر تلقيته فى السابعة صباح يوم 30 نوفمبر كنت قد اعتذرت عن السفر لحضور المؤتمر الصحفى فى مدينه خابارافسك فى روسيا لتزامن موعد المؤتمر مع موعد انتخابات مجلس النواب، التى خضتها كمرشحة لعضوية المجلس فى السابعة صباحا يرن جرس التليفون بإصرار لا يبالى بإرهاق كنت أعانى منه، لمحت اسم ديمترى فاديموفتش (نائب فى البرلمان الروسى والمدير التنفيذى لجائزة البريكس) على الشاشة، قمت بالرد وأنا نصف نائمة لأجد صوتً يصرخ فى بفرح: «أين أنت؟ أين أنت؟ بسرعة ادخلى أون لاين. مصر تفوز.. مصر تفوز.» بكيت ومن الفرحة دخلت الاجتماع ب«البيجاما» كان عقلى ما زال نصف نائما ولكن قلبى فرح مثل الأطفال أنهيت المداخلة واتصلت بسلوى بكر وشريط الأحداث يمر فى ذهنى سريعا، منذ اللحظة الأولى التى دعيت فيها كبرلمانية لحضور مؤتمر بروسيا يعقده برلمانيون دول البريكس لإصدار ميثاق عن الثقافة والفنون والقيم الإجتماعية. ومن بين السياسيين كنت الأديبة الوحيدة التى شاركت فى هذه المجموعة، وبهذه الصفة اقترحت تقديم جائزة أدبية لدول البريكس، انطلاقًا من أن الأدب أقرب طريق لمعرفة الأخر، فقد عرفنا روسيا عبر تأثيرات الأدب الروسى، وكذلك مع أمريكا اللاتينية. ولاقت الفكرة استحسانا كبيرا. تذكرت الليالى وأنا أكتب تصور الجائزة من بيتى فى المقطم، المكالمات الهاتفية الطويلة بينى وبينهم فى روسيا لنناقش كيف ستكون الأمور وكيف سندفع بها من فكرة إلى حيز التنفيذ، كيف قامت المؤسسات هناك بالعمل الجاد وتمضى الخطوات تباعًا إلى أن تعلن القائمة الطويلة من البرازيل، والقصيرة من إندونسيا، والفائز من روسيا، ثم يأتى التتويج فى الهند. مع الوقت اتضحت معالم الهيكل العام للجائزة وأصبح لها فى دول الجنوب العالمى هياكل وإدارات، كبرت الفكرة لتجوب العالم من البرازيل إلى الصين إلى الهند إلى جنوب أفريقيا ولكن الآن فقط، فيما أنقل خبر الفوز إلى سلوى بكر، أرى الثمرة، أتذوقها وأشعر بحلاوتها.. مصر تفوز. سلوى بكر تقتنص الجائزة. سلوى فوجئت فيما أنا أحدثها كمن يهذي: مبروك يا سلوى. أنت فزت بجائزة البريكس. شكرًا لسلوى بكر، شكرا لإبداعك وقيمتك وإنسانيتك ووعيك الذى جعل محكمى الجائزة المنتميين إلى دول مختلفة يصوتون لفوزك وفوز مصر.