لا أعرف لماذا يظهر بين الحين والآخر مَنْ يحاول التقليل من قيمة نجومنا، أو التشكيك فى قدرتهم على تقديم شخصياتنا الأسطورية. والأغرب أن هذا التشكيك يتكرر كلما أُعلن عن عمل كبير يتناول سيرة رمز من رموز مصر. أولًا: أم كلثوم ليست مجرد مطربة عظيمة، بل شخصية تستحق أن تُقدَّم عنها مئات الأفلام والمسلسلات. هى أيقونة مصرية وعربية وعالمية، تركت تراثًا فنيًا وإنسانيًا يجعل الحديث عنها عملًا لا ينتهى. ثانيًا: منى زكي واحدة من أهم ممثلات مصر والوطن العربى، صاحبة رصيد كبير من الأدوار المركّبة والناجحة، وقد أثبتت قدرتها على التقمص العاطفى والإنسانى فى كل ما قدمته. ثالثًا: لنتذكر الأستاذ أحمد زكي، الأسطورة التى لم تكن تشبه عبد الحليم حافظ أو الزعيم جمال عبد الناصر من حيث الشكل، ومع ذلك قدّم كلتا الشخصيتين بعبقرية. قوة الفنان ليست فى تطابق الملامح، بل في القدرة الفنية على نقل روح الشخصية ومشاعرها حتى يصدقها الجمهور. رابعًا: حين يجتمع في فيلم واحد نجوم من وزن كريم عبد العزيز، أحمد حلمي، آسر ياسين، عمرو سعد، محمد فراج، أمينة خليل، أحمد داود، أحمد أمين، سيد رجب، أحمد خالد صالح، وتامر نبيل، إلى جانب عشرات من أبرز نجوم مصر، وتحت إدارة مخرج كبير مثل مروان وحيد حامد، ومن تأليف أحمد مراد، وموسيقى هشام نزيه... فمن يتصور أن يخرج فيلم رديء؟ أنا شخصيًا سأذهب مع أسرتى لمشاهدة فيلم عن الأيقونة العظيمة أم كلثوم، من بطولة وتأليف وإخراج نجوم مصر الكبار. وأنا واثق من أننى سأستمتع، وحتى إن لم يحدث ذلك، فلن أُطفئ نجومية هؤلاء الفنانين بيدى، ولن أعلّق لهم المشانق. لقد أسعدونا كثيرًا بأعمال عظيمة، ونحن مدينون لهم بالتقدير لا بالتجريح. يا رب يكون خيرًا، ونرى مزيدًا من الأعمال عن أعلام مصر، حتى لا ننسى تاريخنا فى عالم يحاول دومًا أن يجعل الإنسان ينسى ماضيه، فيفقد الطريق إلى مستقبله.