باتت أزمة كلاب الشوارع واحدة من أكثر الظواهر التى تثير الذعر بين المواطنين، بعدما تحولت من مجرد مشاهد عابرة إلى واقع يومى يهدد سلامة الجميع دون استثناء. فوجود مجموعات كبيرة من الكلاب الضالة فى الشوارع لم يعد أمرًا معتادًا أو بسيطًا، بل أصبح مشهدًا مخيفًا يظهر فجأة، يعترض طريق المارة، ويُحوّل رحلة الطفل إلى المدرسة أو عودة شخص إلى منزله إلى لحظات تحمل الكثير من القلق والتوتر. الأهالى أصبحوا يعيشون على أعصابهم؛ الخوف يتضاعف يوماً بعد يوم، والأحاديث داخل البيوت لم تعد تدور إلا حول «كيف نحمى أولادنا؟». الأطفال يشعرون بالرعب، الشباب أصبحوا أكثر حذرًا فى الشوارع، وكبار السن يخشون الخروج بمفردهم خشية التعرض لهجوم مفاجئ من مجموعة كلاب تظهر دون مقدمات. وما يزيد من خطورة الأمر هو الانتشار العشوائى والمكثف لهذه الكلاب فى مختلف المناطق والأحياء، خاصة خلال ساعات الصباح الباكر أو الليل المتأخر، حيث تكون الشوارع أقل ازدحامًا، وهو ما يجعل فرصة المواجهة أو التعرض لمطاردة أكبر وأكثر خطورة. ورغم كل ما سبق، فإن التعامل مع هذا الملف لا يزال دون المستوى المطلوب، فالأهالى يشتكون، والحوادث تتكرر، ولا توجد حتى الآن خطة واضحة تقضى على هذه الظاهرة أو تقلل من آثارها المرعبة التى أصبحت تشكل خطرًا عامًا على سلامة المجتمع. إن هذا الوضع لم يعد يحتمل الانتظار، فسلامة الناس فوق كل اعتبار، والشارع أصبح بحاجة إلى تدخل عاجل وفعال. ولهذا، نختتم بنداء واضح وصريح: نطالب الجهات المختصة بوضع حل جذرى وسريع لأزمة كلاب الشوارع، حمايةً لأرواح المواطنين وإعادةً للأمان المفقود فى شوارعنا.