كثيراً ما كتبت عن جانب أكثر خطورة لإغراق شبابنا بالسوشيال ميديا، يكشف مدى الأضرار بالأمن القومى المصري، كما يصيب وطننا فى أعز ما يملك وهو شبابه، وما يسببه بقصد أو بدونه من تقليل الانتماء الوطني، واستبداله بانتماء لعالم افتراضى مجهول، بمكائده ومصائده، وتشويه الهوية الوطنية للشباب، وقتل مواهبهم، مع وقوعهم تحت السيطرة الكاملة لهذا العالم المجهول! والأسبوع الماضى شاركت فى الملتقى المهم لمبادرة «معاً.. يوم بلا شاشات»، بكلية التربية النوعية بجامعة القاهرة، برعاية أ.د. طارق سمير عميد الكلية، وأ.د. حنان إسماعيل وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب، وبدعوة كريمة من أ.د. راندا رزق رئيس قسم الإعلام التربوى، وأ.د. حسن خليل نائب رئيس القسم، وبمشاركة عدد من الرموز الإعلامية، ومنهم الدكتورة منى الحديدي، وطارق سعدة نقيب الإعلاميين. المبادرة تعد امتداداً للعطاء المعروف والملموس لأستاذتنا الفاضلة د.منى الحديدي، التى تعلم على يديها أجيال من الإعلاميين، سواء بكلية الإعلام جامعة القاهرة كأستاذة محبوبة بالكلية، أو كليات الإعلام التى تولت عمادتها، والمبادرة تدق ناقوس خطر قوى حول السلبيات العديدة للإفراط فى استخدام السوشيال ميديا، وتأثيرها على الشباب والمجتمع، وتطرح حلولاً وبدائل، والأجمل أنها لا تنكر أهمية التكنولوجيا ودور وسائل التواصل، إنما فقط تدعو لترشيد الاستخدام، بما يحفظ شبابنا ووحدة الأسرة وقيم المجتمع. مساحة المقال لا تتيح الاستفاضة فى أهمية وتفاصيل المبادرة، لكنى أرى وانطلاقاً من أهميتها الكبرى، ألا نتركها تدور فى دائرة مفرغة، مع حديث هنا وندوات هناك، لكن يجب أن تتحول إلى مبادرة قومية، تبدأ بإمكانية وضع قوانين تحد من مخاطر الاستخدام المفرط للسوشيال، ثم نخطط لمشاركة كافة هيئات الدولة، خاصة الجامعات والمدارس ومراكز الشباب والنوادى، ولا ننسى دور الكنائس والمساجد والإعلام للتوعية بأهميتها وتعظيم نتائجها. وقد حمل الملتقى خبراً سعيداً، عندما أعلنت الدكتورة راندا رزق عن بدء التحرك لتصبح المبادرة إقليمية مع تبنى دول عربية لها، كل هذا تحركات مهمة تليق بمبادرة تهدف لحفظ شبابنا ووحدة وتماسك مجتمعاتنا، شكراً الدكتورة الفاضلة منى الحديدي، خالص الشكر والتقدير لكلية التربية النوعية وقسم الإعلام التربوى بها.