في أجواء انتخابية تتسم بالحيوية والتفاعل الشعبي، يواصل الدكتور سراج الدين جودة العرايشي، المرشح المستقل عن حزب حماة الوطن بدائرة بلبيس ومشتول السوق بمحافظة الشرقية، تنفيذ جولات ميدانية مكثفة تجوب مختلف أنحاء الدائرة، ضمن استراتيجية تواصل مباشر مع المواطنين تعتمد على "الاستماع قبل الكلام، والفعل قبل الوعود". فمنذ بدء حملته الانتخابية، اختار العرايشي أن تكون ميادين الدائرة هي مقره الحقيقي، وأن تكون لقاءاته وجهاً لوجه مع الأهالي هي الوسيلة الأصدق لفهم احتياجاتهم. تحركاته اليومية، التي تمتد لساعات طويلة، لا تقتصر على القرى الكبرى، بل تشمل التجمعات السكانية الصغيرة والمناطق النائية، حيث يجتمع مع الأهالي في لقاءات مفتوحة، يتحدث إليهم ببساطة وصدق، دون حواجز أو فواصل شكلية. يقول أحد المواطنين الذين شاركوا في لقاءاته: "اللي يميّز الدكتور سراج إنه بيسمع أكتر ما بيتكلم، وده شيء نادر في الحملات الانتخابية. بيقعد وسط الناس، يسأل، ويسجل كل حاجة بنفسه." هذا النمط المختلف من التواصل جعل لقاءاته تبدو أقرب إلى جلسات حوار مجتمعي حقيقية، يتحدث فيها الناس بحرية عن مشاكلهم اليومية، بداية من انقطاع الكهرباء وتكرار أعطال المياه، مرورًا بسوء حالة الطرق والخدمات التعليمية، وصولًا إلى نقص فرص العمل للشباب. ويحرص العرايشي على الرد على كل تساؤل بلغة عملية بعيدة عن المبالغة، فيقول في أحد اللقاءات: "إحنا مش بنرسم أحلام على الورق. اللي بنوعد بيه هو اللي نقدر ننفذه. ومفيش حاجة هتتعمل من غير الناس. التغيير محتاج مشاركة ومتابعة من الجميع." ويؤكد فريق حملته أن هذه الجولات ليست مجرد نشاط دعائي، بل جزء من منهج إداري متكامل يتبعه العرايشي في التعامل مع الملفات العامة، إذ يتم تجميع الملاحظات والمطالب في قاعدة بيانات تُصنَّف حسب القطاعات: الكهرباء، الطرق، التعليم، الصحة، الشباب... إلخ، تمهيدًا لإعداد خطة تشريعية ورقابية بعد الفوز، ترتكز على حقائق ميدانية لا على تصورات مكتبية. كما يولي العرايشي اهتمامًا خاصًا بفئة الشباب، الذين يمثلون النسبة الأكبر من سكان الدائرة، حيث يحرص خلال جولاته على لقائهم في مواقع تجمعهم، والاستماع إلى آرائهم في قضايا التشغيل والتعليم الفني والتدريب المهني. ويؤكد دائمًا أن "الشباب هم وقود التغيير الحقيقي"، مشيرًا إلى أن خطته البرلمانية تتضمن مبادرات لدعم المشروعات الصغيرة، وتشجيع الابتكار وريادة الأعمال في الريف المصري. اللافت في هذه الجولات هو تجاوب المواطنين معها بحماس، إذ يرى كثير منهم أن المرشح "مختلف في طبيعته وأسلوبه"، وأنه أقرب إلى "المسؤول التنفيذي" منه إلى "السياسي الخطابي". فهو لا يستخدم لغة الوعود المطلقة، بل يشرح الخطوات الواقعية الممكنة، ويربط بين التحديات المحلية والمشروعات القومية التي تنفذها الدولة حاليًا في محافظات الجمهورية. ويرى مراقبون أن العرايشي قدّم خلال هذه الجولات نموذجًا جديدًا للمرشح البرلماني الذي يعتمد على المعايشة الميدانية بدلًا من الأسلوب التقليدي القائم على الحشد المؤقت، وأن طريقته الهادئة في الحوار مع الناس أكسبته مصداقية وثقة متزايدة داخل الدائرة. ويقول العرايشي في ختام إحدى جولاته: "كل لقاء مع الناس بيضيفلي مسؤولية جديدة. لما تسمع مشاكلهم بعينك وتشوفها على أرض الواقع، بتفهم قد إيه التحديات كبيرة، لكنك كمان بتشوف الأمل الحقيقي في عيونهم." ويضيف: "مشكلتنا مش في الإمكانيات، لكن في الإدارة والإرادة. وأنا مؤمن إننا لما نتكاتف هنقدر نحل كتير من مشاكلنا بإيدينا." بهذا الخطاب العملي الواقعي، استطاع الدكتور سراج العرايشي أن يصنع لنفسه مساحة من الاحترام والثقة لدى المواطنين، ويعيد تعريف معنى "العمل النيابي" بوصفه مسؤولية مشتركة بين النائب والناس. وفي الوقت الذي يقترب فيه موعد مؤتمره الانتخابي الجماهيري، يرى المتابعون أن جولات العرايشي الميدانية تمثل حجر الزاوية في حملته، وأنها كانت بمثابة اختبار حقيقي لمدى تفاعله مع قضايا الشارع، ورسالة واضحة مفادها أن "الناس أولًا... والفعل قبل الكلام".