اختتمت فعاليات مهرجان «VS-FILM» للأفلام القصيرة جدا، في دورته الثانية، وذلك باحتفالية أقيمت على شاطئ العين السخنة في محافظة السويس، وشهدت توزيع الجوائز على الأفلام الفائزة في مسابقتين لأفلام ال5 دقائق، وأفلام ال10 دقائق. وكرم المهرجان لجنة التحكيم التي ترأسها المخرج الكبير عمر عبد العزيز، وضمت الفنانة منال سلامة والفنانة شيري عادل والمخرج محمد غلاب من مصر، والبروفيسور بيتر لويد من إنجلترا والمخرج الفرنسي جان ماري فينيلوف والمخرج النيجيري ديزموند أوفبياجيلي. كان المهرجان قد احتفل يوم 2 نوفمبر الجاري بافتتاح دورته الثانية بحضور كبير تقدمه اللواء الدكتور طارق الشاذلي، وحضر الحفل مجموعة من نجوم وصناع السينما، منهم الفنانين أشرف عبد الباقي، هالة صدقي، حنان مطاوع، شيري عادل، صبري فواز، حمزة العيلي، منال سلامة، أحمد وفيق، سما إبراهيم، محمد رضوان، ألفت عمر، نادر فؤاد، العراقية كلوديا حنا، والمخرجين عمر عبد العزيز، عادل أديب، أشرف فايق، أحمد رشوان، أحمد الرافعي، ومن السودان أمجد أبو العلا، ومن المملكة العربية السعودية الإعلامي د. عبد الله بنخر، الإعلامي عدنان الصعيدي، والمخرجين محمد هلال، محمد أوس، وفصل الزيات.. بجانب الدكتور أسامة أبو نار، رئيس المهرجان، وزياد باسمير المدير التنفيذي للمهرجان، ولفيف من نجوم السينما وصناعها، وبدأ الحفل الذي قدمته الإعلامية بوسي شلبي، بفقرة فنية للفرقة الموسيقية وعازف الكمان عمر درويش، والتي عزفت لحن «غنيلي شوي شوي»، احتفاءً بعام أم كلثوم وذكرى مرور 50 عاما على رحيلها، واستعراض راقص لتميمة المهرجان على أنغام موسيقى إلكترونية، وذلك قبل عرض فيلما منفذ بالذكاء الاصطناعي تتحدث فيه تميمة المهرجان عن السينما ورحلة مهرجان الأفلام القصيرة جدا، وتطلعاته لسينما المستقبل. وشهد الحفل تكريم عدد من نجوم السينما وصناعتها، والتي بدأت بتكريم النجم أشرف عبد الباقي، الذي أهداه المهرجان درع الدورة الثانية، كما أهداه المحافظ درع السويس. من جانبه، أكد عبد الباقي سعادته بالتكريم من المهرجان الشاب، موجها الشكر لصناع المهرجان، ومحافظة السويس على الجهد الكبير المبذول من أجل السينما والفن والفنانين. وحرصت الفنانة حنان مطاوع على إلقاء كلمة قصيرة عقب تكريمها، أكدت فيها سعادتها بالتكريم، وقالت إن المهرجان يحتفي بلحظة خيال في أفلام قصيرة جدا، وهو ما يؤكد على أهمية الفن، مشيرة إلى أن الإبداع ليس بطول المشهد، لكن بعمق التأثير، ومعربة عن شعورها بالفخر أن يأتي تكريمها بعد المشهد العظيم الذي شهدته مصر مع افتتاح المتحف المصري الكبير.. كما كرم المهرجان الفنانة هالة صدقي تقديرا لمشوارها الفني، والتي أبدت سعادتها بالتواجد في العين السخنة، وقالت: «سعيدة بإقامة مهرجان السينما في العين السخنة والتي كنت من أول سكانها»، وطالبت المحافظ بأن يكون في العين السخنة أكثر من مهرجان لأنها مدينة تستحق . وفي كلمته أثنى اللواء طارق الشاذلي، محافظ السويس، على المهرجان الذي يدعم قدرة الشباب على التعبير والإبداع عبر فنون السينما. مشيرا إلى تزامن انعقاد دورته مع الحدث الأهم في مصر والعالم وهو افتتاح المتحف المصري الكبير، مؤكدا على دور الفن في إبراز الوجه المشرق لمصرنا الجميلة. وثمن رئيس المهرجان، أسامة أبو نار، دور محافظ السويس في دعم المهرجان، مشددا على أن حضور باقة من نجوم الفن وصناع السينما في افتتاح دورته الثانية، يؤكد نجاح المهرجان. ورحب زياد باسمير، المدير التنفيذي للمهرجان، بنجوم المهرجان وضيوفه، مؤكدا تطور المهرجان في دورته الثانية التي تلقت إدارته أكثر من 3 آلاف فيلم، واختارت منهم لجنة المشاهدة 300 فيلم للعرض في الدورة الحالية. واختتم الحفل بعرض فيلم «السويس مدينتي» للمخرج الراحل الكبير علي عبد الخالق، ويتناول فيه خلال 9 دقائق صمود مدينة السويس في سنوات الحرب. ونظمت إدارة المهرجان ندوة للفنانة هالة صدقي ضمن تكريمها بفعاليات الدورة الثانية، حضرها عدد كبير من نجوم المهرجان وضيوفه. في بداية حديثها قالت هالة إنها سعيدة بالتكريم في المهرجان، وبحفاوة استقبلها، واعربت عن اعتزازها بفيلم «قلب الليل» الذي تراه من أهم أعمالها السينمائية، مؤكدة أنها كانت محظوظة بأنها عملت في بدايتها مع كبار المخرجين والفنانين، الذين أثروا في تكوينها كممثلة. وأشارت أنها تعلمت من الراحل عاطف الطيب الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة، والتي شاهدت تأثيرها على الشاشة مع فيلم «قلب الليل» عندما أمرها بقص أظافرها وتلطيخ يدها بالطين لتبدو كيد راعية غنم بصدق، ومن هنا استمرت في التركيز على مثل هذه التفاصيل في كل أعمالها. وعلقت قائلة: «لو مد الله في عمر عاطف الطيب لكانت هالة صدقي في مكانة مختلفة». وتطرق الحديث للبدايات، واكتشافها لموهبتها منذ الطفولة في الاحتفالات المدرسية، والتمثيل أمام المرآة، مشيرة إلى عشقها لسعاد حسني التي تعتبرها أيقونتها الخاصة، وتراها مختلفة عن كل نجمات السينما. وأشارت هالة صدقي إلى أن رغبتها في الالتحاق بمعاهد الفنون قوبل بالرفض من أسرتها المحافظة، والتي أثرت على دخولها الجامعة والحصول على مؤهل عالي وبعدها يمكنها دراسة الفن في أي مكان، فالتحقت بالدراسة في كلية الآداب، وحاولت الالتحاق بفريق المسرح الجامعي، لكنها لم تجد نفسها في هذا النشاط لعدم جدية القائمين عليه. وذكرت هالة قصة الصدفة التي غيرت مجرى حياتها وفتحت لها أبواب الحلم، وذلك عندما ذهبت للتليفزيون للمشاركة في برنامج عن طلاب الجامعة، وهناك دخلت أحدي الاستديوهات، لتجد نفسها أمام المخرج نور الدمرداش، وعرفته بنفسها وقالت له إنها بطلة نادي «الزمالك» في السباحة، وكانت هذه كلمة السر التي جعلته يرشحها لدور صغير في مسلسل «لا يا ابنتي العزيزة»، وطلب منها أن تلتقي بالكاتب والمخرج يوسف فرنسيس والفنان عبدالمنعم مدبولي، لتجهيزها للدور، وفي هذه الأثناء اعتذرت الفنانة يسرا عن المشاركة في المسلسل، وكانت ستلعب دور بطلة في السباحة، ومن هنا اختارها الدمرداش لدور البطولة. كذلك أشارت لدورها في فيلم «يا دنيا يا غرامي»، الذي قدمت فيه دور صعب، وساعدها المخرج مجدي أحمد علي على خروج الشخصية بالشكل الذي نال اعجاب الجمهور، مؤكدة أن كل دور قدمته في لمسة من روحها. وكشفت هالة عن سر مغادرتها للدراسة في معهد الفنون المسرحية، وقالت إنها التحقت بالمعهد وهي بطلة في «أنف و3 عيون»، لكن بسبب أستاذها الفنان كرم مطاوع، تركت الدراسة بعد أن طلب منها في محاضرة تجسيد دور «شجرة»، وفي المحاضرة الثانية طلب منها تجسيد «الشمس». واحتفى المهرجان بتجربة الفنان أشرف عبدالباقي، وذلك من خلال الندوة التي أقيمت ظهر الإثنين الماضي ضمن تكريمه في دورته الثانية من المهرجان. وفي مستهل حديثه قال أشرف عبدالباقي، إن علاقته بالنقد الفني بدأت قبل أن يدخل عالم الاحتراف، حيث كان يقرأ للناقد سامي السلموني، ويتابع ما يكتب عن الأفلام التي حضرها، ويقارن وجهة نظره برؤية الكاتب والناقد الكبير، والتي تعلم منها الكثير. وأضاف أنه بدأ الفن كهواية، وقدم أكثر من 40 عرضا على مسارح مراكز الشباب وقصور الثقافة والمسرح الجامعي، قبل أن يلتحق بالدراسات الحرة في المعهد العالي للفنون المسرحية مع أول دفعة له. وبخفة ظله المعهودة روى أشرف ذكرياته عن تلك العروض التي كان الشباب يمولها من جيوبهم، لعمل الديكور واستئجار الملابس من كمال مرعي، والذي كان الوحيد الذي يعمل في إيجار ملابس التمثيل. وأكد عبدالباقي أنه يملك أرشيف لكل تلك العروض التي شارك فيها، يسجل فيه اسم كل مسرحية ويوثقها بالصور. وتحدث عن تجربته مع «تياترو مصر» التي بدأها عام 2011، وتحولت بعد ذلك ل «مسرح مصر»، والتي كانت فكرتها تقوم على مسرح الارتجال، وهو نوع من المسرح يتطلب قدرات خاصة، وتقديم مسرحيات زمن كل منها ساعة واحدة، للعرض التليفزيوني، وكان من أهم مزايا هذه التجربة إنها دفعت الجمهور للذهاب للمسرح من جديد. وكشفت عبدالباقى عن تجارب أخرى لم تلقى نفس الرواج الذي حققه «مسرح مصر»، ومنها إنتاجه لمسرحية للأطفال بطولة سامح حسين والمطربة وعد البحري، وإخراج نادر صلاح الدين. ورداً على تقديمه نقد ساخر لأعماله عبر السوشيال ميديا قال، أن هناك تطور كبير في أدوات العصر، لافتا إلى أن ما يقدمه كوميديا لطيفة «ما تزعلش حد». وتطرق الحديث للفكرة المبتكرة لبرومو فيلم «السادة الأفاضل» والتي حققت رواجا كبيرا على السوشيال ميديا، وقال عنها عبدالباقي إنها فكرة لمجموعة من الشباب، وتقوم على كلام مغاير للحقيقة بشكل لافت للاهتمام، وهي فكرة جميلة، لكنه أكد إن الإعلان ليس وحده سر النجاح، لأن هناك كم من كبار النجوم شاركوا في العمل، بجانب تميز المخرج كريم الشناوي. «ليلة سعودية» خصص المهرجان ليلة سعودية عرض خلالها مجموعة من الأفلام القصيرة جدا التي أخرجها سينمائيون سعوديون، وأدار الإعلامي عدنان الصعيدي حوارا مع المخرجين محمد هلال ومحمد أوس وزياد باسمير المدير التنفيذي للمهرجان، واختتمت الليلة بحفل غنائي أحياه همام إبراهيم وفرقته الموسيقية . اقرأ أيضا: هالة صدقي: «قلب الليل» أهم محطاتي.. و«سعاد حسني» معشوقتي