أتسلل اليوم إلى مجلة الكواكب على أطراف أصابعي، وأتلفت يميناً ويساراً حتى لا يرانى خبراء الفن الجميل كأنى فنان فاضل : كنت تلميذ الموسيقار محمد عبد الوهاب قبل ظهور عبد الحليم حافظ بزمان وأمضى عبد الوهاب عاماً كاملاً فى مدرسة الأوقاف الملكية عام 1927 يحاول أن يكتشف أسرار سحر حنجرتى وبعدها خيرنى عبد الوهاب بين أن أعتزل الغناء أو يعتزل هو الغناء وأشفقت يومها على عبد الوهاب فقد كانت حالته المالية لا تسمح له بالبحث عن عمل آخر. وتركت له ميدان الطرب. واتجهت الى التمثيل ! والتقفنى يومها الممثل أحمد علام، وحاول أن يجعل منى سارة برنار الشرق : واختلفنا فقد كنت أمر يومها على أن أكون الممثلة ماجدة ! ثم تلقفنى المخرج أحمد بدرخان واشتركنا معاً فى فرقة مسرحية واحدة، وانتهت المنافسة غير المشروعة باعتزال بدر خان المسرح. واتجه إلى السينما ! وتركت التمثيل واتجهت إلى النقد المسرحي، وشجعنى الأستاذ محمد التابعي، فكان يتلهف على استلام مقالاتى المسرحية وألقاها كلها فى سلة المهملات. ثم اتجهت إلى تأليف الروايات السينمائية فكتبت ثلاث روايات خالدة، ظهرت على الشاشة واشترك فى تمثيلها أشهر الممثلين والممثلات ولم أجرؤ على مشاهدة رواية واحدة منها بعد تصويرها ... ولم أكن وحدى، فإن الجمهور أيضاً شاركنى فى هذا : ومع كل ذلك، دارت الدنيا، ورأيت نفسى فجأة أكتب فى أكبر مجلة فنية فى الشرق الأوسط ! فلا تيأس إذا فشلت فى تحقيق أمنيتك فى أن تكون جمالياً أو مسرحياً او مطرباً او ممثلاً أومؤلفاً سينمائياً ! ولا تلعن الزمن : إن الزمن سيفتح لك باب النقد الفني، وتصبح كاتباً فى أكبر المجلات الفنية ! فالذين يشرفون على المجلات الفنية يفقدون عقولهم بعد فترة، وتختل الموازين، فيسمحون لأمثالى بالكتابة من أيديهم الفن والفنانين ! إنه جنون الفن... وهذا الجنون وحده الذى ألمسه فى هذا المكان .. وإلى اللقاء فى الأسبوع القادم، وأمرك هو لله ! على أمين «الكواكب» - 24 أكتوبر 1961