الفرحة التى عمت ربوع مصر، واجتاحت مشاعر المصريين، بافتتاح المتحف العظيم ،عبروا عنها بعفوية ،وباستخدام التكنولوجيا ،بأن حولو صورهم إلى صور أجدادهم الفراعنة، ولأن مهنتى الكتابة ،فقد استخدمت التكنولوجيا فى ترجمة عنوان مقالى من العربى إلى الهيروغليفى ،ومعنى العنوان بالعربى «المجد لمصر» فكما كان أجدادنا العظماء يصنعون المجد وبرعوا فى كل الفنون والعلوم ،لدرجة أنهم خلدوا مقابرهم لتصبح من عجائب الدنيا على مر العصور، فإن مافعله أحفاد المصريون القدماء فى المتحف ،هو امتداد للمجد واستمرار له ،وإذا كان المصرى القديم قد احتفظ بسر بناء الأهرامات ومازال العالم بكل مالديه من تكنولوجيا ومعرفة عاجز عن معرفة كيفية نقل الحجارة التى بنوا بها الأهرامات ،وكيف تراست هذه الحجارة فوق بعضها ،وهى بهذا الحجم الهائل،فإن الأحفاد قد استطاعوا بناء صرح كبير بجوار الأهرامات ليكون هرماً رابعاً ،تم استخدام العبقرية الهندسية فى بنائه وفى نقل 100 ألف أثر ضخم ،وقيم، وشديد الحساسية فى نقله ،كمراكب الشمس (الخشبية)،فملحمة نقل هذه الآثار لابد أن تُخلد ،وكما دون أجدادنا مجدهم على الجدران، لابد أن نصنع نحن أفلاماً وثائقية ،ونعرضها فى قاعات مخصصة داخل المتحف ،ليتم الربط بين الحاضر والماضى، بين الحفر على الجدران و«الديجيتال» والصور المتحركه الحية ،فى نفس المكان ،فمن يبنى كوبرى أو نفقاً أو برجاً فى الخارج يقوم بتوثيقه فى أفلام، ويقوم بعرضه على القنوات الوثائقية المختلفة ،إذن فالأجدر بصُناع التاريخ أن يفعلوا ذلك. وقد كان حفل الافتتاح موفقاً فى المزج بين تطور الحضارة على أرض مصر خلال دقائق معدودات ،بلحن وأغنية وصور تعبيرية . ولمن يريد أن يعرف التأثير الإيجابى لما حدث فى حفل الافتتاح ،فعليه أن يعود إلى تصريح رئيس وزراء هولندا الذى وعد بإعادة رأس امنحتب الموجودة فى متحف بلاده ،وظنى أنها ستكون بداية لاسترداد مصر لآثارها المسروقة والمنهوبة والمهربة،والتى تعرض فى أشهر متاحف العالم كحجر رشيد المعروض فى المتحف البريطانى بلندن ،ورأس نفرتيتى المعروضة فى معرض برلين الجديد بألمانيا، فالدول المتحضرة لابد وأنها تستشعر الحرج الآن وستعيد هذه الآثار التى أصبح لها متحف عظيم يليق بها، تهديه مصر للإنسانية ،وعدم إعادة هذه القطع هو سلب لحق كل زائر من كل دول العالم فى أن يشاهدها ويستمتع بها. ومرة ثانية خيسوت تامرى المجد لمصر أو لأرض النيل .