من قلب الريف المصري الهادئ، وتحديدًا من قرية عمروس التابعة لمركز الشهداء بمحافظة المنوفية، خرجت فتاة تحمل بين يديها شغف التاريخ ودقّة الفن ومسؤولية الوطن، إنها فاطمة عادل سعيد رزق، التي استطاعت أن تضع اسم قريتها الصغيرة على خريطة الفخر الوطني، بعدما شاركت ضمن فريق الترميم بالمتحف المصري الكبير، أحد أهم وأضخم المشاريع الثقافية في العالم. فاطمة، أخصائية ترميم الآثار بالمتحف المصري الكبير، تُعد مثالًا يُحتذى به لبنات جيلها، فقد جمعت بين الإصرار على تحقيق الحلم، والإخلاص في أداء رسالة نبيلة، عنوانها: الحفاظ على هوية مصر الأبدية. وفي حديثها عن هذه التجربة الفريدة، عبّرت فاطمة عن سعادتها الغامرة وفخرها الكبير بالمشاركة في ترميم كنوز حضارتنا المصرية العريقة، قائلة: "عملي كمرممة آثار كان رحلة مليئة بالتحديات، لكنه أيضًا مصدر فخر ومسؤولية تجاه تراثنا الذي لا يُقدَّر بثمن، كل قطعة اشتغلت عليها كانت شاهدة على عظمة أجدادنا، وكل لحظة تعب كانت خطوة في طريق الحفاظ على هويتنا". كلماتها الصادقة تختصر مشوارًا طويلًا من الجهد والعطاء، فخلف جدران المعامل الصامتة، كانت فاطمة وزملاؤها يحيون التاريخ من جديد، يعيدون للحجارة بريقها، وللألوان أصالتها، وللتراث روحه الذي لا يموت". وقد جاءت مشاركتها في افتتاح المتحف المصري الكبير بمثابة تتويج لرحلة كفاح وسنوات من التفاني في خدمة التراث المصري، إذ رأت بعينيها ثمار ما أنجزته الأيدي المصرية الخالصة وهى تتألق أمام أنظار العالم في أبهى صورة. ولم تنس فاطمة أن توجّه خالص شكرها لزملائها وفريق الترميم على ما وصفته بروح التعاون والإخلاص التي جعلت الحلم حقيقة، مؤكدة أن نجاح هذا المشروع ليس فرديًا، بل هو لوحة مصرية متكاملة رسمها مبدعون من كل أنحاء الوطن. يُذكر أن قرية عمروس بمركز الشهداء، التي تنتمي إليها فاطمة، خرج منها العديد من الكفاءات العلمية والمهنية المتميزة التي رفعت اسم المنوفية عاليًا في مختلف المجالات، لتؤكد أن أبناء الريف المصري قادرون على تحقيق الإنجازات حين تتاح لهم الفرصة، وأن البدايات المتواضعة قد تصنع أعظم قصص النجاح. اقرا أيضا | محافظ المنوفية يتفقد المدرسة المصرية اليابانية الجديدة بشبين الكوم "إن قصة فاطمة ليست مجرد إنجاز شخصي، بل هى رسالة أمل وإلهام لكل شاب وفتاة بأن الإخلاص في العمل، مهما كان بسيطًا، يمكن أن يصنع مجدًا للوطن ويخلّد اسم صاحبه في سجل الفخر المصري".