بعد أكثر من 14 ساعة من القصف الإسرائيلى المتواصل لغزة الذى أسقط أكثر من مائة شهيد فلسطينى أعلنت إسرائيل العودة إلى وقف إطلاق النار(!!) التصعيد الإسرائيلى الخطير كان قراره جاهزاً منذ أيام، وعندما وجدت إسرائيل أنها لم تستطع بيع «ذريعة التأخير فى تسليم جثث الرهائن» وهى تضع العقبات أمام البحث عنهم.. عادت إلى تكرار ما فعلته قبل ذلك حين قالت إن «حماس» أحرقت مدرعة إسرائيلية فى رفح وقتلت وأصابت طاقمها، وهو ما نفته «حماس» وشككت فيه كل المصادر، ومع ذلك شنت إسرائيل يومها غارات مدمرة راح ضحيتها أكثر من ثلاثين شهيداً فلسطينياً ثم توقفت مرغمة بعد ذلك. عادت إسرائيل بالأمس وأدعت أن جندياً قتل برصاص قناص فى نفس المنطقة، وسارعت لاتهام «حماس» والبدء فى أوسع انتهاك لإطلاق النار منذ تطبيقه بقصف المنازل وخيام النازحين وليسقط أكثر من مائة شهيد كان 80٪ منهم «كالعادة» من الأطفال والنساء!! ربما تكون مجرد صدفة أن يقع الحادث الذى اتخذته إسرائيل ذريعة لارتكاب جرائمها الجديدة فى نفس المنطقة التى وقع فيها حادث تدمير المدرعة، والتى تقع تحت السيطرة الكاملة لقوات الاحتلال الإسرائيلية وتعمل فيها العصابات الإجرامية التى تدعمها إسرائيل(!!) لكنها ليست صدفة أن نسمع التهديدات الإسرائيلية بتكرار هذه الاعتداءات الخطيرة، وليست صدفة أن نسمع مرة أخرى بعض «التبريرات» التى تدعى أن ما حدث هو «دفاع عن النفس» من جانب قوة الاحتلال.. وهو ما جعل حرب الإبادة تمتد لعامين، وما ينبغى أن يختفى تماماً بعد اتفاق إنهاء الحرب الذى يعرف الجميع أن نتنياهو وقوى التطرف، إسرائيل لن تترك فرصة للانقلاب عليه!! هذا العدوان الجنونى ليس دفاعاً عن النفس ولا انتقاماً لمصرع جندى قال نائب الرئيس الأمريكى إنه قد يكون ضحية «حماس أو أى جماعة أخرى»!! جيد أن يقول الرئيس الأمريكى إن اتفاق وقف إطلاق النار صامد ولا شيء سيعرضه للخطر.. لكن لابد من التأكيد على أن الحرب انتهت، وأنه لن يسمح لنتنياهو بتكرار ما يفعله مع اتفاق وقف إطلاق النار فى لبنان الذى ينتهكه يومياً برعاية الوسيط الأمريكى(!!) الرئيس الأمريكى بالتأكيد حريص على اتفاق يحمل اسمه ويرى أنه يحقق مصالح أمريكا فى المنطقة، الحزم فى مواجهة نتنياهو هو ما ينقذ الاتفاق الذى كان عنوانه وما يزال: أن الحرب انتهت!!