وجه الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف ورئيس مجلس حكماء المسلمين خلال كلمته في القمة العالمية للسلام بالعاصمة الإيطالية روما انتقادات حادة للحضارة المعاصرة مؤكدًا أن تجاهلها المتعمد لقيم العدل والإنسانية هو السبب وراء اندلاع الحروب العبثية التي تفرض على الشعوب الفقيرة الدمار والقتل والتشريد. اقرأ ايضا بسام راضي يستقبل الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف في روما وأوضح الإمام الأكبر أن هذه الحروب لم تكن نتيجة صراع طبيعي بين قوى متكافئة بل ثمرة مباشرة لهيمنة المصالح المادية وانحسار الضمير الإنساني مؤكدًا أن العالم بات يعيش في دوامة من الظلم المنظّم باسم القانون والنظام العالمي. وتطرق فضيلته إلى الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تعصف بالبشرية مشيرًا إلى تفاقم الفقر والبطالة والمجاعات وتقسيم العالم إلى شمال غني مترف وجنوب فقير مثقل بالحروب والأمراض إضافة إلى محاولات ضرب الأسرة وترويج قيم شاذة تتنافى مع الفطرة الإنسانية السليمة التي توارثتها البشرية منذ عهد آدم عليه السلام. وأكد شيخ الأزهر أن غياب أخلاق العدالة أدى إلى اضطراب المفاهيم والقيم حتى أصبح العالم لا يفرّق بين الخير والشر ولا بين العدل والظلم وأضحت الهيمنة والتسلط تُمارسان باسم "النظام العالمي" مشيرًا إلى أن هذا الانحراف الأخلاقي هو أخطر ما تواجهه الإنسانية في عصرها الحديث. واختتم فضيلته بتأكيد أن العالم لن يعرف السلام الحقيقي إلا بعودة الضمير الإنساني وإحياء القيم الأخلاقية التي تحفظ للإنسان كرامته وتعيد التوازن بين الشعوب داعيًا إلى مراجعة شاملة لمسار الحضارة المادية التي فقدت بوصلتها الأخلاقية.