أكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف ورئيس مجلس حكماء المسلمين خلال مشاركته في القمة العالمية للسلام بالعاصمة الإيطالية روما أن العدل المطلق هو القاعدة الذهبية التي قامت عليها السموات والأرض وهو المبدأ الذي جعله الله أساسًا لسلام الإنسان واستقرار المجتمعات. اقرأ أيضا بسام راضي يستقبل الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف في روما وأوضح فضيلته أن العدالة ليست مجرد قيمة أخلاقية أو مطلب إنساني بل هي الضامن الحقيقي لحقوق الإنسان في المساواة والحرية والكرامة والأمان والسلام مشيرًا إلى أن غيابها يؤدي إلى اضطراب العالم وانهيار قيمه الإنسانية وتفشي الحروب والصراعات التي تمزق الشعوب وتدمر الأوطان. وشدد شيخ الأزهر على أن السلام لا يتحقق إلا بوجود العدل وأن أي حديث عن الأمن أو الاستقرار في ظل غياب العدالة هو مجرد وهم مؤقت لأن العدالة هي ما يمنح الإنسان كرامته وحقه في الحياة الكريمة ويعيد التوازن إلى العلاقات بين البشر على اختلاف أجناسهم وأديانهم وألوانهم. وأضاف الإمام الأكبر أن الأديان السماوية جميعها قامت على مبدأ العدل وأن الله سبحانه وتعالى جعل إقامة العدل غايةً لكل رسالة سماوية مؤكدًا أن من دون عدالة حقيقية تفقد المجتمعات روحها وتتحول القوة إلى أداة ظلم والهيمنة إلى وسيلة لقهر الضعفاء. واختتم فضيلته كلمته بالتأكيد على أن العالم اليوم أحوج ما يكون إلى إحياء قيمة العدالة لتكون هي الأساس الذي تُبنى عليه السلام والأمن والكرامة الإنسانية وأنه لا يمكن الحديث عن سلام عالمي ما لم يستند إلى ميزان العدل والمساواة بين الشعوب والأفراد.