بدأ العد التنازلي لافتتاح المتحف المصري الكبير، الحدث الذي يترقبه العالم والمقرر له السبت 1 نوفمبر، بمشاركة قادة ورؤساء عدد من دول العالم. وأكد الدكتور عاطف محمد كامل أحمد، سفير النوايا الحسنة عضو اللجنة العلمية والإدارية لاتفاقية "سايتس"، أن المتحف المصرى الكبير يعد واحدًا من أهم المشروعات القومية التى تجسد التقاء عبقرية الماضى بروح الحاضر واستشراف المستقبل، مشيرًا إلى أنه لا يقتصر على كونه أكبر تجمع للآثار المصرية القديمة، بل يتجاوز ذلك ليصبح رمزًا حضاريًا للتنمية المستدامة على المستويات البيئية والثقافية والاقتصادية. وأضاف أن المتحف المصرى الكبير يمثل نموذجًا عالميًا رائدًا لتطبيق معايير الاستدامة البيئية والثقافية، ويعكس التزام الدولة برؤية 2030 للتحول نحو مستقبل أخضر ومستدام. اقرأ أيضا: زاهي حواس: المتحف المصري الكبير إنجاز علمي جبار .. وافتتاحه سيعزز السياحة وأوضح أن المتحف حصل على شهادة "EDGE Advanced" للبناء الأخضر كأول متحف فى إفريقيا والشرق الأوسط يحقق هذا التصنيف الدولى المرموق، ما يؤكد التزامه الكامل بتطبيق أعلى معايير الاستدامة البيئية فى التصميم والبناء والإدارة، مشددا على أن تصميمه يعتمد على أحدث النظم الهندسية لترشيد استهلاك الطاقة والمياه باستخدام أنظمة ذكية للتحكم فى درجات الحرارة والرطوبة، ما يسهم فى الحفاظ على البيئة الداخلية للقطع الأثرية وتقليل الانبعاثات الكربونية. وقال الخبير الدولى فى الحياة البرية والمحميات الطبيعية والتنوع البيولوجى ب"يونسكو"، إن إدارة المتحف تسعى لتحقيق الحياد الكربونى الكامل عبر خفض الانبعاثات، إلى جانب تنفيذ برامج توعية بيئية تستهدف الزوار، خاصة الأطفال والشباب، من خلال أنشطة تعليمية ومواد علمية عن التنوع البيولوجى والمحميات الطبيعية والسياحة البيئية، ما يعزز من ثقافة الوعى البيئى فى المجتمع، كما يولي المتحف اهتمامًا خاصًا برصد جودة الهواء ومستويات الضوضاء داخل محيطه؛ لضمان بيئة نقية وصحية تحافظ على القطع الأثرية والعاملين والزوار، ما يجعله نموذجًا يحتذى به فى دمج البعد البيئى ضمن إدارة المؤسسات الثقافية. ولفت الدكتور عاطف إلى أن المتحف المصري الكبير يمثل مشروعًا وطنيًا متكاملًا للحفاظ على التراث الثقافى المصري الذى يمتد لآلاف السنين، حيث يضم مجموعة ضخمة من القطع الأثرية الفريدة التى تم ترميمها بأحدث الوسائل العلمية، ليقدم تجربة غير مسبوقة فى عرض التاريخ المصرى القديم بأسلوب يجمع بين الأصالة والتكنولوجيا الحديثة. واختتم تصريحاته بالتأكيد على أن المتحف يمثل قاطرة جديدة للتنمية المستدامة من خلال دوره الحيوى فى تنشيط السياحة الثقافية وجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم، ما يسهم فى زيادة العائدات وتحفيز القطاعات الاقتصادية المرتبطة مثل الفنادق والنقل والخدمات التجارية، فضلًا عن توفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة للشباب ضمن منظومة تشغيل حديثة تعتمد على مؤشرات أداء وآليات مالية شفافة.