فى توقيت بالغ الحساسية يرسل الرئيس الأمريكى ترامب نائبه «دى فانس» إلى إسرائيل فى إشارة واضحة إلى تعقيدات الموقف من ناحية، وإلى استمرار رهان الرئيس الأمريكى على الخطة التى تحمل اسمه. مسئول بالبيت الأبيض قال إن الهدف من الزيارة هو التأكد من أن الطرفين (إسرائيل والمقاومة) ملتزمان بوقف إطلاق النار، وأن الإدارة الأمريكية مازالت متفائلة بشأن استمرار الهدنة.. فى المقابل قالت «نيويورك تايمز» إن هناك قلقًا حقيقيًا داخل إدارة الرئيس ترامب من احتمال انسحاب نتنياهو من اتفاق وقف إطلاق النار!! «حماس» بادرت بالتأكيد على لسان خليل الحية على التزامها الكامل بالاتفاق وجديتها الكاملة فى استخراج جثامين كل الأسرى الإسرائيليين رغم الصعوبات وقلة الإمكانيات.. ورغم تضارب التصريحات الأمريكية بشأن ما وقع فى «رفح» مؤخرًا، فإن النقطة المهمة فيها أن الإدارة الأمريكية نفت مسئولية «المقاومة» عن الانفجارات التى حاول نتنياهو استغلالها لاستئناف الحرب، بل إن الإعلام الأمريكى أشار إلى أن حقيقة الأمر أن جرافة إسرائيلية اصطدمت بأحد الألغام وسط الركام فكان الانفجار!!.. المهم أن الإدارة الأمريكية قالت إنها على دراية بحقيقة ما حدث، ولهذا جاء قرارها بأن يتراجع نتنياهو عن التصعيد فلم يكن أمامه إلا إلغاء ما قرره من إغلاق المعابر والعودة لحصار التجويع ومنع دخول المساعدات!! الأهم هو أن مبعوثى ترامب «ويتكوف وكوشنر» استبقا وصول نائب الرئيس الأمريكى بتحذير واضح لنتنياهو أمام قيادات سياسية وعسكرية إسرائيلية بأن عليه أن يتفادى أى إجراء يهدد وقف إطلاق النار أو يعطل الوصول للمرحلة الثانية، واضعين إياه أمام الاختيار الصعب بين الالتزام بنهاية الحرب أو الصدام مع ترامب(!!). نتنياهو يدرك جيدًا أن الرئيس الأمريكى لن يتحمل إسقاط مبادرة تحمل اسمه ويبنى عليها سياساته فى المنطقة. ويدرك أيضًا أن المراوغة التى تعود عليها أصبحت صعبة أو مستحيلة بعد أن قاد إسرائيل إلى عزلتها الدولية، وقادته شخصيًا ليصبح مجرم حرب يقود دولة مارقة لم يعد يمنع سقوطها إلا الدعم الأمريكى!! يبقى الانتباه إلى أن التحالف الأمريكى مع إسرائيل أو الانحياز الكامل لها سيظل خارج المناقشة المشكلة الآن بين خطة ترامب ومصير نتنياهو!!