بعد نجاحها فى إخراج مشهد تاريخى يجمع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وأبرز قادة العالم العربى والإسلامى والغربى خلال مراسم توقيع وثيقة وقف الحرب فى غزة، تواصل مصر جهودها التى لم تنقطع لمساندة أشقائها الفلسطينيين وتثبيت السلام والاستقرار فى قطاع غزة المنكوب، وذلك من خلال 3 مسارات متوازية: المسار الأول، المفاوضات: فبعد نجاح المرحلة الأولى من الاتفاق والتى شملت إعادة تموضع القوات الإسرائيلية والإفراج عن الأسرى مقابل الإفراج عن مئات الفلسطينيين وإدخال المساعدات الإنسانية، تواصل القيادة المصرية جهودها لإنجاح المرحلة الأولى والدفع نحو تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق التى ستتناول أمن غزة وإدارة شئون القطاع، وتثبيت وقف إطلاق النار بشكل كامل، ومناقشة ملفات الانسحاب الإسرائيلى وسلاح حماس. كما تتضمن المرحلة الثانية إنشاء هيئة دولية تحمل اسم «مجلس السلام»، الذى سيلعب دورًا فى إدارة غزة، ومن المقرّر أن يرأسه الرئيس ترامب. اقرأ أيضًا | ترامب يهدد عناصر حماس في غزة بالقتل في حال لم يوقفوا عمليات الإعدام وفى السياق، أعلن وزير الخارجية بدر عبدالعاطى أن 15 تكنوقراطيًا فلسطينيًا سيتولون إدارة شئون الحياة اليومية فى غزة، فيما سيشرف «مجلس السلام» على تدفق التمويل والأموال التى ستأتى لإعادة إعمار القطاع ووفقًا لعبدالعاطى فإن إسرائيل فحصت بالفعل أسماء أعضاء اللجنة ال 15، كما حظيت تلك الأسماء أيضًا بموافقة جميع الفصائل الفلسطينية، بما فيها حماس. المسار الثانى، المساعدات، حيث تكثف مصر من عمليات إدخال المساعدات الإنسانية عبر معبرى رفح وكرم أبوسالم، محاولة تخطى كل العراقيل التى تحاول إسرائيل وضعها واستخدامها كذريعة لوقف تدفق المساعدات حيث قررت تقليص عدد الشاحنات للنصف، وإغلاق معبر رفح بدعوى تأخر تسليم جثامين الأسرى الإسرائيليين، ومع ذلك، استمرت مصر فى إرسال المساعدات، بما فى ذلك الوقود، لتلبية احتياجات القطاع، حيث أدخلت مئات الشاحنات على مدار الأيام الماضية، ليتجاوز إجمالى ما أدخلته مصر للقطاع 600 ألف طن مساعدات إنسانية حتى الآن فى أكبر إغاثة إنسانية فى الثلاثين عامًا الماضية. المسار الثالث، التسريع فى التحضير لمؤتمر إعادة إعمار القطاع، والذى أكد رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى، أن مصر ستستضيفه قريبًا. وكان الرئيس عبدالفتاح السيسى قد أكد أيضًا على العمل خلال الأيام المقبلة مع كافة الشركاء، على وضع أسس لبدء إعادة الإعمار دون إبطاء، عبر استضافة مؤتمر التعافى المبكر، فى الوقت نفسه صرّح مسئول فى الأممالمتحدة باستعداد الدول الأوروبية والعربية وكندا وأمريكا للمساهمة فى المبلغ المقدر ب 70 مليار دولار اللازم لإعادة الإعمار. من جانبه، قال مركز «شاسام هاوس» البحثى الشهير إن مصر عنصر أساسى فى خطة ترامب لغزة وإنه مع تجاوز الخطة أولى العقبات فإن الخطوات المقبلة ستتطلب دورًا أكبر بكثير لمصر، حيث سيكون تعاونها ضروريًا لتسهيل تدفق المساعدات، وربما المشاركة فى «قوة الأمن الدولية» «ISF» التى تنص عليها الخطة. كذلك من المتوقع أن تشارك مصر فى مجلس الإشراف على القطاع واختيار أعضاء اللجنة الإدارية. واختتم المركز بالتأكيد على أنه إذا اكتسبت الخطة زخمًا حقيقيًا، فمن المرجح أن يتزايد دور مصر فى غزة، ما سيجلب بعض الفوائد، مثل إدارة اللوجستيات الخاصة بالمساعدات ومشروعات إعادة الإعمار، كذلك ستلعب مصر دوراً حيوياً فى ضبط الحدود وتأمين المعابر، حيث تُعدّ الدولة الوحيدة التى تشترك مع غزة فى معبر غير خاضع لإسرائيل، وهو معبر رفح. والسيطرة على الحدود ضرورية لتنظيم مرور الأفراد والبضائع والمساعدات الإنسانية، ومنع تهريب السلاح وتسلل المتطرفين وكل هذا يجعل منها محورًا أساسيًا فى الاستقرار الأمنى للمنطقة.