أطلقت منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط "نداء القاهرة للعمل بشأن سرطان الثدي"، في خطوة تهدف إلى تعزيز الإنصاف والابتكار في الوقاية والتشخيص والعلاج، وتقليص الفجوات بين الدول ذات مستويات التنمية المختلفة في الإقليم. يأتي هذا النداء في ظل استمرار سرطان الثدي كأكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء في العالم، وفي إقليم شرق المتوسط على وجه الخصوص. وتشير بيانات المنظمة إلى أنه في عام 2022 تم تشخيص نحو 2.3 مليون امرأة بسرطان الثدي عالميًا، توفيت منهن 670 ألف امرأة، وهو ما يؤكد الحاجة الملحّة إلى ضمان فرص متكافئة للكشف المبكر والعلاج الفعّال. اقرأ أيضًا | عبد الغفار: نداء القاهرة بشأن سرطان الثدي دعوة للتضامن والعمل من أجل صحة المرأة وتبرز الفوارق الصارخة بين الدول الغنية والنامية في معدلات الإصابة والوفيات، إذ تُصاب امرأة من كل 12 في الدول ذات التنمية المرتفعة، بينما تُشخَّص امرأة واحدة فقط من كل 27 في الدول منخفضة التنمية، ما يعكس ضعف نظم الكشف المبكر والرعاية الصحية في الأخيرة وفي إقليم شرق المتوسط وحده، تُصاب أكثر من 130 ألف امرأة سنويًا بسرطان الثدي، ويُسجَّل ما يزيد على 52 ألف وفاة نتيجة المرض. وتوضح الدكتورة حنان حسن بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، أن نجاح نداء القاهرة يعتمد على التكاتف الإقليمي والشراكة بين الحكومات والمجتمع المدني والمؤسسات العالمية، مؤكدةً أن الوقت قد حان "للتحرك نحو العمل والابتكار والإنصاف في رعاية النساء المصابات بسرطان الثدي". من جانبه، أكد معالي وزير الصحة والسكان المصري الدكتور خالد عبد الغفار أن نداء القاهرة للعمل يجسّد التزام مصر الراسخ بدعم صحة المرأة، مشيرًا إلى أن المبادرة الرئاسية لصحة المرأة التي أُطلقت عام 2019 تمثل نموذجًا ناجحًا في الاكتشاف المبكر والعلاج الشامل، يمكن للدول الأخرى الاستفادة منه. وأضاف الوزير أن مصر تفخر بريادتها في هذا المجال من خلال الاستثمار في الوعي المجتمعي، والفحوص السريرية الدورية، ومسارات الإحالة السريعة للتشخيص والعلاج، داعيًا دول الإقليم إلى الانضمام إلى هذا الجهد الجماعي لضمان عدم تخلّف أي امرأة عن الرعاية. ويأتي "نداء القاهرة للعمل" ثمرة حوار رفيع المستوى استضافته القاهرة في يناير 2025 ضمن فعاليات المؤتمر الدولي السابع عشر لسرطان الثدي وأمراض النساء والأورام المناعية، بمشاركة واسعة من صانعي القرار وخبراء الصحة. ويحدد النداء إطارًا عمليًا موحدًا لتسريع الجهود الإقليمية نحو تحقيق العدالة الصحية في مجال سرطان الثدي، من خلال تعزيز الوعي المجتمعي، وتقوية نظم الرعاية الأولية، والاستثمار في البنية التحتية للتشخيص والعلاج، وتوسيع نطاق الدعم النفسي والاجتماعي للمرضى، بالإضافة إلى إنشاء منصات إقليمية للتعاون وتبادل المعرفة. ووفقًا لتقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2024 حول سرطان المرأة في الإقليم، فإن عدم اتخاذ إجراءات فعّالة قد يؤدي إلى خسائر اقتصادية تُقدّر ب 408 مليارات دولار أمريكي بحلول عام 2050، في حين أن الاستثمار في الكشف المبكر والعلاج يحقق عائدًا يصل إلى 7.8 أضعاف التكلفة. واختتمت منظمة الصحة العالمية بيانها بالتأكيد على التزامها الكامل بدعم الدول الأعضاء في تنفيذ بنود "نداء القاهرة للعمل"، بما يمهّد لعهد جديد من التضامن الإقليمي والتعاون الدولي من أجل صحة المرأة ورفاهها في جميع أنحاء إقليم شرق المتوسط.