فى أكتوبر ثلاثة وسبعين، انتصرت مصر بالسلاح والإرادة التى تزيل المستحيل. وها هى اليوم، بعد نصف قرن، تنتصر مجدداً بإرادة السلام، فتُوقف نار الحرب فى غزة من على أرض «شرم الشيخ»، مدينة السلام التى شهدت انتصارات السلام بعد أكثر من نصف قرن من انتصارات الحرب. وكأن التاريخ يعيد رسم خريطة المجد فيؤكد أن مصر قلعة الأمن، وحصن العروبة، وصانعة السلام حين تدعو الحكمة. لم يكن لقاء شرم الشيخ محطة تفاوضية عابرة، بل تتويج لدور مصرى تاريخى، نما عبر سنوات من الثبات على المبدأ. فمصر التى قدمت آلاف الشهداء من أجل فلسطين، هى نفسها التى تواصل اليوم بدبلوماسيتها إنقاذ شعبها الشقيق. إنها معادلة مصر الخالدة (اثبت على الحق، ولا تدخر وسعاً فى درب السلام). لقد أصبحت مصر «الوسيط الذى لا يُستغنى عنه»، لأن العالم يدرك أنها لا تتحدث باسم مصالح ضيقة، بل تنطق بضمير الأمة. من يحمل فى قلبه جراح غزة، لا يمكن أن يقف متفرجاً. ومن يحمل فى ذاكرته دماء شهداء العبور، لا يقبل بغير النصر للقضية العادلة. ما جرى فى شرم الشيخ ليس وساطة ناجحة فحسب، بل إعلان أن السلام يُصنع ولا يُمنح. والصناعة تحتاج إلى أرض صلبة، وقلب كبير، وإرث من المصداقية. وفى ذكرى أكتوبر، نذكر أن الجنود حين عبروا القناة، كانوا يعبرون إلى مستقبل جديد. واليوم، ونحن نحتفى بوقف إطلاق النار، فمصر دائماً قادرة بإذن الله ثم بحكمة قيادتها وإرادة شعبها، أن تظل منارة تهتدى بها الأمم، وحصناً يلوذ به المظلومون. تحيا مصر.. قيادة وشعب. تحيا مصر.. أرض السلام والنصر. ماسبيرو قدمت قنوات ماسبيرو مجموعة مميزة من البروموهات والفواصل احتفالاً بأعياد النصر، ولكن - وكما يقول المثل: «الحلو ما يكملش»! فقد وقعت بعض القنوات فى أخطاء ساذجة تعكس حالة من اللامبالاة. فبعد منتصف ليلة الخميس، عرضت قناة «نايل سينما» نفس الفيلم مرتين متتاليتين. أما القناة الأولى فأعادت نفس حلقات مسلسلى «الحفار» و«دموع فى عيون وقحة» التى عرضتها فى الليلة السابقة. صح النوم يا سكان ماسبيرو! فرغم محاولات إحياء الشاشات المهجورة، يبدو واضحاً أن بينكم من يوجه رسالة واضحة للمشاهدين: «لا تزعجونا بالمتابعة.. فنحن نائمون!». آخر كلام ليست القيمة فى عدد السنين التى عشتها، بل فى عدد السنين التى تضيف فيها لحياة من حولك. فكن كالمطر الذى يروى الأرض فيغادرها خضراءً مزدهرة، لا كعاصفةٍ تدمر كل شىء ثم تتبخر بلا أثر.