فى زيارة تاريخية، زار قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، محافظة أسيوط الأسبوع الماضى فى زيارة امتدت لسبعة أيام، وشهدت زيارة رعوية لسبع إيبارشيات والعديد من الأديرة والكنائس، ولقاء الآلاف من أبناء محافظة أسيوط من المسيحيين والمسلمين. تُعد الزيارة الأهم فى الآونة الأخيرة على المستوى الكنسي، وهى من عادات قداسة البابا وحرصه الشديد على افتقاد أبنائه داخل مصر وخارجها لربطهم بوطنهم وكنيستهم. وزيارة البابا للصعيد لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة، بل على العكس، يحرص قداسة البابا دائمًا على قضاء وقت أطول فى صعيد مصر ولقاء أبناء الكنيسة على مختلف مستويات الخدمة من الأطفال والشباب والكبار، وتوجيه رسائل روحية وإرشادية لهم. واللافت للنظر فى الزيارة التاريخية هو حفاوة شعب أسيوط بقداسة البابا وحرصهم على استقباله، حتى إن البعض منهم رفع أغصان الزيتون وسعف النخيل فى مسار الزيارة وعلى الطرق، وكانت هناك سعادة بالغة للجميع وترحيب غير عادى بقداسته، مما جعلها زيارة للقلوب قبل الأماكن، ومست كل من شارك فيها، وهو ما رأيناه من ردود الأفعال حول تلك الزيارة الروحية الكبيرة. قداسة البابا، بجانب تفقده الكنائس واللقاء مع الأساقفة والرهبان ورجال الدين وأبناء الكنيسة فى أسيوط، قام بافتتاح عدد من المبانى التعليمية والمستشفيات، وكذلك تدشين الكنائس، فى إطار تعزيز العمل الرعوى فى القرى والمناطق البعيدة، وتقديم الخدمة للجميع وللمحتاجين. فى الواقع، كانت الزيارة شاملة: افتقاد ورعاية وتعليم ومحبة، كما كانت منظمة جدًا من قبِل رجال الدين فى أسيوط، وعلى رأسهم: الأنبا يؤانس سكرتير المجمع المقدس وأسقف أسيوط، مما جعل الزيارة سلسة وبسيطة ومملوءة بالمحبة، وأكدت أكثر من مرة على رسالة الكنيسة كجزءٍ أصيل من هذا الوطن فى ظل ظروفٍ إقليمية صعبة. كما أن حرص قداسة البابا على تلك الزيارات وسعادته البالغة بها، وبطبيعة الحال سعادة الآلاف من الأقباط داخل أسيوط وخارجها، يجعلنا نصفها بحق بأنها زيارة محبة فاضت على كل من تابعها واستمتع بها، وأعادت للجميع الصورة الذهنية الجميلة لقداسة البابا المحب لأبنائه، الذى لا يدخر جهدًا أو وقتًا أو حتى صحته فى سبيل مصلحة أبنائه.