في قلب القاهرة التاريخية، وعلى مساحة تقدر بنحو 500 فدان، يتجسد مشروع «حدائق تلال الفسطاط» كأحد أكبر المشروعات الترفيهية والثقافية في منطقة الشرق الأوسط، ومعلَمًا حضاريًا جديدًا يعكس عبق الحضارة المصرية بكل حقبها، من الفرعونية إلى القبطية والإسلامية وحتى العصر الحديث. يتميز المشروع بموقع استراتيجي في منطقة مصر القديمة، ويهدف إلى إعادة توظيف المساحات المفتوحة لتكون متنفسًا حضاريًا ومركزًا ثقافيًا وترفيهيًا متكاملاً، ضمن رؤية تنموية شاملة تسعى لإحياء التراث المصري وتعزيز الهوية الوطنية. ◄ نهر صناعي تتوزع مكونات المشروع على عدد من المناطق المتخصصة، أبرزها المنطقة الثقافية الواقعة أمام البوابة الرئيسية على طريق صلاح سالم، والتي تم تجهيزها لاستضافة الفعاليات الثقافية والفنية على مدار العام، وتشمل ساحات مفتوحة ومطاعم وكافتيريات ونافورة ممتدة وأعمال زراعية على مساحة 6 أفدنة. كما يضم المشروع منطقة «التلال والوادي»، التي تنقسم إلى ثلاث تلال متفاوتة الارتفاعات، تتوسطها قناة مائية «نهر صناعي»، وتُزينها مصاطب تتدرج من ضفاف القناة حتى قمم التلال. وتوفر هذه التكوينات الطبيعية إطلالات بانورامية مميزة على معالم القاهرة الأثرية مثل قلعة صلاح الدين وأهرامات الجيزة. تلة القصبة: تقام على مساحة 3 أفدنة، وتحتوي على مجموعة فنادق ومباني خدمية ومناطق جلوس وكافيتريا وشلال صناعي، ومدرجات تطل على المياه. تلة الحفائر: تتناول جانبًا أثريًا يعكس تاريخ المنطقة. تلة الحدائق التراثية: تتميز بمناطق زوار ومطاعم ومدرجات تطل على بحيرة صناعية، إلى جانب مساحات من الزراعات النادرة المستمدة من البيئة المصرية. ◄ منطقة المغامرة أما المنطقة الاستثمارية، فتقع على مساحة 31 فدانًا، وتضم 12 مطعمًا و4 مولات تجارية و4 جراجات، بالإضافة إلى منطقة الأرينا المفتوحة التي تصلح لإقامة الاحتفالات الرسمية، ومزودة بمسرح مفتوح ونافورة مائية ضخمة ومساحات خضراء متنوعة. اقرأ أيضا| أبرز تصريحات رئيس الوزراء عقب تفقده حديقة تلال الفسطاط| إنفوجراف ولعشّاق المغامرة، توفر «منطقة المغامرة» أنشطة متعددة تشمل مباني خدمية، بحيرات صناعية، مسارات مفتوحة، ومساحات للزراعات. كما تحتوي الحديقة على «منطقة الأسواق»، وهي منطقة تجارية كبرى بمساحة 60 ألف متر مربع، تهدف إلى دعم الاقتصاد الوطني وتنشيط السياحة من خلال الترويج للحرف اليدوية المصرية مثل الزجاج، والسيراميك، والغزل والنسيج. ◄ فرص العمل مباشرة وغير مباشرة يوفر المشروع آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، ويتم تنفيذه بالكامل بأيادٍ مصرية من خلال شركات مقاولات وطنية، في إطار جهود الدولة للحد من معدلات البطالة ودعم الاقتصاد المحلي. «حدائق تلال الفسطاط» ليست مجرد حديقة عامة، بل هي مشروع تنموي متكامل يجمع بين الحداثة والتاريخ، ويُعيد تشكيل العلاقة بين الإنسان والبيئة والتراث في واحدة من أقدم بقاع الأرض. ويُعد مشروع «حدائق تلال الفسطاط» نموذجًا فريدًا لإعادة توظيف التراث والبيئة في مشروعات تنموية مستدامة تخدم المواطن وتدعم الاقتصاد والسياحة، في إطار رؤية الدولة لبناء مجتمع متوازن يربط بين الماضي والحاضر. وفي هذا السياق، أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن المشروع يمثل خطوة نوعية نحو استعادة الوجه الحضاري للقاهرة التاريخية، مشددًا على أهمية الاستمرار في تنفيذ مثل هذه المشروعات التي تُعيد تقديم مصر للعالم بهويتها الفريدة، وتُسهم في تحسين جودة الحياة للمواطنين، وتوفير فرص العمل، وتحقيق تنمية عمرانية شاملة.