فى مثل هذا اليوم من عام 2023 اندلعت عملية «طوفان الأقصى» التى زلزلت منطقة الشرق الأوسط وغيّرت موازين الصراع وأشعلت حرب إبادة بشرية دامت عامين وأتت على الأخضر واليابس فى قطاع غزة .. آلاف الأطنان من المتفجرات المحرمة دوليا فوق أُلقيت فوق رؤوس الأطفال والنساء والشيوخ الذين افترشوا الأرض والتحفوا السماء بلا طعام ولا شراب. الآن تلوح فى الأفق بوادر انفراجة لإيقاف حرب توشك على دخول عامها الثالث خلفت 70 ألف شهيد و200 ألف مصاب بعد أن نجحت مصر بجهود رئيسها وعبر دبلوماسيتها الهادئة وضغوطها الذكية أن تفرض رؤيتها بأنه لا استقرار فى المنطقة دون إيقاف الحرب وحل الدولتين .. قام الرئيس عبدالفتاح السيسى بدور الوسيط الشريف فى زمن عز فيه الشرف وأحبط مؤامرات أمريكية إسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية وتهجير أهالى غزة رغم كل الضغوطات والتلويح بسيف المعز وذهبه. واليوم تسود حالة من الترقب المشوب بالحذر فى كل العواصم انتظارا لما تسفر عنه خطة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لإنهاء الحرب .. موافقة حماس جاءت بمثابة صدمة لنتنياهو أوقعته فى موقف صعب أمام الداخل الإسرائيلى الذى كان دائماً ما يتاجر لديه بمواقف حماس المتشددة تجاه السلام الذى يريده هو وترامب!! مما جعله بعد موافقة حماس مضطراً لقبوله بسبب احتوائه على استعادة الأسرى الذين أصبحوا كابوسا ينغص حياته ليل نهار .. وبالتأكيد موافقة حماس قلبت الموازين ضد نتنياهو وجعلته فى موقف الرافض للسلام .. اليوم تؤكد القاهرة أنها مركز الحدث، حيث تستضيف جولة المفاوضات الحاسمة بحضور جاريد كوشنر صهر ترامب وستيف ويتكوف الممثل الشخصى للرئيس الأمريكى وذلك لإنجاز اتفاق وقف إطلاق النار الشامل وإتمام صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين وخطة اليوم التالى لحكم غزة ووضع آلية لإعادة الإعمار ما بين طوفان 7 أكتوبر 2023 ومفاوضات القاهرة 7 أكتوبر 2025 سقطت أوهام وتبدلت تحالفات وبقيت الحقيقة واحدة أن القضية الفلسطينية لم ولن تموت وأن مصر كانت ولا زالت رمانة الميزان فى المنطقة شاء من شاء وأبى من أبى .