يقدم عفت السادات شقيق الرئيس الراحل أنور السادات شهادة حية ومفصلة عن اللحظات الحاسمة، والتضحيات التى لم تُروَ من قبل، يكشف عن أسرار يوم العبور وكيف تمكنت من تحقيق مفاجأة النصر. وُلد العقيد عفت في 14 أبريل 1939، والتحق بالكلية الحربية عام 1957، وتخرج عام 1960، وتخصص مدفعية ميدان ودخلت الكلية برغبة شقيقى الرئيس أنور السادات الذى كان يشجعنى دائمًا موضحا أنه وزملاؤه كانوا واثقين فى أنهم سيحاربون لاسترداد سيناء مهما طال الزمن، عام 1972 شهد اتفاقية الاسترخاء العسكرى بين روسياوأمريكا، لكن الاتحاد السوفيتى قيد التزاماته ولم يزوِّدنا بالسلاح، بينما قدمت أمريكا كل الأسلحة الحديثة لإسرائيل، هذا دفع الرئيس السادات للاستفادة من الخبرة المصرية ورفع كفاءة الجيش، وكانت التعبئة على الجبهة تكلف إسرائيل نحو 40 مليار دولار. ◄ اقرأ أيضًا | حرب أكتوبر 1973| اللواء سمير فرج: تلقينا أجمل بلاغات سقوط نقاط خط بارليف وشدد أنه لم يعرف بميعاد الحرب إلا بعد عبور القوات، الرئيس أنور السادات تلقى نجاح الضربة الجوية بنسبة خسائر لا تتعدى 5% وقال «كده انتصرنا يا أولادى»، وخلال خمس دقائق علم باستشهاد شقيقى الطيار عاطف، ومع ذلك واصل إدارة الحرب بهدوء وحكمة.. مشيرا إلى أنه كان مقدم أركان حرب ضمن مركز العمليات الرئيسي بغرفة العمليات وأشرف على تنفيذ التعليمات تحت قيادة اللواء محمد سعيد الماحى مدير سلاح المدفعية، كنا نقدم مقترحات مباشرة للرئيس السادات لاتخاذ القرارات الفورية، بما فى ذلك نقص الذخيرة أو تعديل الخطط وغيرها خلال عبور القوات. ولفت إلى أن المدفعية المصرية أسقطت 10500 دانة فى الدقيقة الأولى على مواقع العدو، مستمرة فى التمهيد الناري الذي يعد واحدًا من أكبر العمليات فى تاريخ الحروب الحديثة، استمر القصف 53 دقيقة، بمعدل 175 دانة فى الثانية. والرئيس الإسرائيلى الأسبق حاييم هيرتزوج أكد: لقد أسقطت المدفعية المصرية 3000 طن من القذائف خلال 53 دقيقة، حولت الضفة الشرقية إلى جحيم لا يمكن مواجهته. عرف باستشهاد شقيقه الطيار عاطف بعدها ب 5 دقائق من الحرب وأنا بعدها ب10 أيام، وخلال مكالمة معه قال لى الرئيس السادات "إنه من أولادى الطيارين الذين ضحوا فى سبيل الوطن"، ورغم الألم، واصل قيادة العمليات بهدوء وحكمة وحققنا النصر. ونوه أن استخدام البترول كسلاح استراتيجى عبر إغلاق باب المندب وتدمير ناقلات النفط، وفرض الألغام على ساحل خليج العقبة والسويس، ما أوقف عمليات الإنقاذ الإسرائيلية، إسرائيل اضطرت للجوء إلى الجسر الجوى الأمريكى، الذى جاء بعد رفض شركات البترول المشاركة خوفًا من المقاطعة العربية. الجيش المصري في حرب 1948 وصل إلى مشارف تل أبيب، وفى 1956 أعطى بن جوريون تعليماته للجيش الإسرائيلى بعدم دخول الحرب إلا بمشاركة الجيش الإنجليزى والفرنسى. وفى 1967، أرسلت أمريكا طيارين متطوعين لدعم إسرائيل بعد إسقاط الدفاع الجوى المصرى طائرتين من ثمانى.. فى 1973، لولا الجسر الجوى الأمريكى، لكانت إسرائيل دُمرت وانتهت إلى الأبد.