فى مواجهة الوحشية الإسرائيلية المتمثلة فى الجرائم اللاإنسانية التى تمارسها ضد الشعب الفلسطينى فى غزة، شهدت مدينة «نيويورك»الأمريكية أمس، حيث المقر الرسمى والرئيسى للجمعية العامة للأمم المتحدة، موجة قوية من الاعتراف الدولى الرسمى بدولة فلسطين رغم الضغوط الأمريكية والإسرائيلية التى حاولت منع ذلك الاعتراف وتهديد الدول المؤيدة للاعتراف بالحق الفلسطينى. تأتى موجة الاعترافات الدولية بالحق الفلسطينى الشرعى فى دولة معترف بها دوليا بالرغم من الموقف الفج والانحياز المخزى من الولاياتالمتحدةالأمريكية لإسرائيل، وعدوانها الهمجى والإجرامى واللاإنسانى ضد الشعب الفلسطينى، والذى تمثل فى منعها للرئيس الفلسطينى محمود عباس من حضور الجمعية العامة للأمم المتحدة فى اطار محاولاتها المنكرة لمواجهة الزخم الشعبى العالمى الذى أصبح مؤيدا للحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى. انطلقت الموجات الدولية للتضامن مع الحق الفلسطينى قبل ساعات من بدء الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة،..، وكان الانطلاق لهذه الموجات فى أربع عواصم عالمية، هى العاصمة البريطانية ثم العاصمة «الأسترالية» والعاصمة «البرتغالية» ثم العاصمة «الكندية»، وتزامن مع اعتراف كل من بريطانيا وأستراليا وكندا والبرتغال، إعلان الرئيس الفرنسى «ماكرون» أن الاعتراف الفرنسى رسمياً بدولة فلسطين سيتم يوم الاثنين «أمس» خلال مؤتمر قمة حل الدولتين التى تعقد فى نيويورك على هامش اجتماعات الأممالمتحدة، بحضور ومشاركة مصر والعديد من الدول وبرئاسة وترتيب فرنسا والسعودية. وهناك إجماع دولى على أن ما جرى وما يجرى، فى ظل هذه الموجات من الاعتراف الدولى بالحق الفلسطينى الشرعى، هو تحول دولى تاريخى فى سياسات الدول تجاه القضية الفلسطينية، وخاصة بالنسبة «لبريطانيا» التى كانت هى - «المملكة المتحدة» - المسئولة عن وعد «بلفور» المشئوم الذى منح الأرض الفلسطينية للصهاينة لإقامة دولة اسرائيل عليها. ومن هنا فإن الاعلان البريطانى بالاعتراف بالدولة الفلسطينية اعتبره كافة المراقبين والمتابعين للقضية الفلسطينية بمثابة التصحيح التاريخى لخطيئتها التى ارتكبتها فى عام «1917» خلال توليها سلطة الانتداب البريطانى على فلسطين. بقى أن نعلم أنه فى الوقت الذى رحبت فيه كل الشعوب والدول بما جرى من موجات الاعتراف بالحق الفلسطينى،..، فإن نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى أعلن غضبه الشديد وتوعد بأنه لن يسمح بقيام دولة فلسطين أبدا،..، أما الرئيس الأمريكى ترامب فقد حاول التقليل من كل ما يحدث مؤكدا أنها مواقف استعراضية.