مع اقتراب جائزة البالون دور المقرر لها يوم الاثنين المقبل، يزداد معدل البحث عن أول من اقتنص الجائزة التي بدأت نسختها الأولى في خمسينيات القرن الماضي. أول الفائزين دخل النجم الإنجليزي ستانلي ماثيوس التاريخ من أوسع أبوابه، بعدما أصبح أول لاعب يتوّج بجائزة الكرة الذهبية التي تقدمها مجلة فرانس فوتبول الفرنسية لأفضل لاعب في العالم، وذلك في نسختها الافتتاحية عام 1956. وُلد ماثيوس في 1 فبراير 1915، وبدأ مسيرته الكروية مع نادي ستوك سيتي عام 1932، حيث استمر في الدفاع عن ألوان الفريق حتى عام 1965، وشارك في 59 مباراة أحرز خلالها 3 أهداف فقط. رغم تواضع الأرقام، إلا أن تأثيره في الملعب كان يتجاوز الإحصائيات. في عام 1947، انضم إلى نادي بلاكبول، وهناك بدأ في تقديم أفضل مستوياته، واستمر معه حتى عام 1961. ثم عاد مجددًا إلى ستوك سيتي، حيث اختتم مسيرته الكروية بعد أربعة مواسم أخرى. على صعيد المنتخبات، مثّل ماثيوس منتخب إنجلترا في الفترة من 1934 إلى 1957، وخاض 54 مباراة دولية سجل خلالها 11 هدفًا، وكان أحد أبرز نجوم العصر الذهبي للكرة الإنجليزية. عام 1956 كان محطة فارقة في مسيرة ماثيوس؛ حيث قاد فريقه بلاكبول إلى نهائي دوري كرة القدم الإنجليزي – البطولة الأهم في إنجلترا قبل انطلاق الدوري الإنجليزي الممتاز بنسخته الحديثة عام 1992. كما توّج مع منتخب بلاده ببطولة "البيت البريطاني"، وهي منافسة سنوية بين منتخبات المملكة المتحدة الأربع: إنجلترا، اسكتلندا، ويلز، وأيرلندا الشمالية. بفضل هذه الإنجازات، نال ماثيوس أول نسخة من الكرة الذهبية، متفوقًا على أساطير اللعبة في ذلك الوقت، حيث جمع 47 نقطة في التصويت، متقدمًا على نجم ريال مدريد الأسطوري ألفريدو دي ستيفانو الذي حصل على 44 نقطة، بينما جاء ريمون كوبا، زميل دي ستيفانو، في المركز الثالث ب 33 نقطة. رحل ماثيوس عن عالمنا في 23 فبراير 2000، لكنه ظل حاضرًا في الذاكرة كأول من خط اسمه في سجل المتوّجين بأهم جائزة فردية في تاريخ كرة القدم. في مفاجأة لم تكن متوقعة لدى كثير من المتابعين، تُوّج لاعب الوسط الإسباني ونجم مانشستر سيتي، رودري هيرنانديز، بجائزة الكرة الذهبية لعام 2025، متفوقًا على عدد من أبرز نجوم كرة القدم، يتقدمهم البرازيلي فينيسيوس جونيور، حسب ما أعلنته مجلة France Football مساء الاثنين. رودري، البالغ من العمر 28 عامًا، انتزع الجائزة بعد تصويت أجراه 100 صحفي من مختلف أنحاء العالم، يمثلون نخبة من أبرز الخبراء الرياضيين الدوليين. وقد تفوق في التصويت على لاعبين بارزين من ريال مدريد مثل فينيسيوس، والإنجليزي جود بيلينغهام، إلى جانب نجم المنتخب الفرنسي كيليان مبابي. رغم أن الترشيحات الإعلامية كانت تصب في مصلحة فينيسيوس، الذي قدّم موسمًا فرديًا استثنائيًا مع ريال مدريد، إلا أن الجائزة ذهبت في النهاية لصالح رودري، الأمر الذي أثار ردود فعل واسعة في وسائل الإعلام الرياضية العالمية. معايير الجائزة تُمنح الكرة الذهبية بناءً على ثلاثة محاور رئيسية: الأداء الفردي للاعب خلال الموسم، الإنجازات الجماعية مع النادي والمنتخب، الروح الرياضية والسلوك داخل الملعب، أو ما يُعرف ب "اللعب النظيف". جدير بالذكر أن تقييم الأداء لا يعتمد على العام الميلادي، بل يتم على أساس الموسم الكروي الكامل، أي من أغسطس 2023 إلى أغسطس 2024، ما يعني أن الإنجازات التي تحققت بعد هذا الإطار الزمني لا تدخل في الاعتبار. مقارنة بين رودري وفينيسيوس من حيث الأداء الفردي، لم يكن هناك خلاف كبير على تألق فينيسيوس، الذي قدّم موسمًا مذهلًا على الصعيد الهجومي، وساهم ب 35 هدفًا ما بين صناعة وتسجيل خلال 39 مباراة، قاد من خلالها ريال مدريد للتتويج بلقبي الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا. لكن عندما ننتقل إلى الإنجازات الجماعية، تظهر الأفضلية بوضوح لصالح رودري، الذي كان حجر الأساس في ثلاثية تاريخية حققها مانشستر سيتي، بفوزه بالدوري الإنجليزي الممتاز، كأس السوبر الأوروبي، كأس العالم للأندية، لم يتوقف تأثير رودري عند المستوى المحلي، بل امتد إلى منتخب بلاده، حيث ساهم بشكل رئيسي في تتويج إسبانيا بلقب يورو 2024، مؤكدًا بذلك قيمته الكبيرة في السياق الجماعي. في المقابل، لم يتمكن فينيسيوس من تحقيق نفس التأثير مع منتخب البرازيل، الذي ودّع بطولة كوباأمريكا من الدور الثاني، ما أضعف موقفه في المعيار الجماعي. تسليم الجائزة أفادت تقارير فرنسية صحفية أن اللجنة المنظمة لجائزة الكرة الذهبية " 2025 Ballon d'Or " اختارت البرازيلى رونالدينيو لاعب برشلونة السابق لتقديم الجائزة للفائز بها في نسخة 2025. وتتجه أنظار عشّاق كرة القدم حول العالم إلى العاصمة الفرنسية باريس، حيث تستضيف حفل توزيع جوائز الكرة الذهبية لعام 2025 (Ballon d'Or) مساء يوم الاثنين الموافق 22 سبتمبر 2025، وذلك في تمام الساعة التاسعة مساءً بتوقيت القاهرة والرياض. ويُعد هذا الحدث من أبرز المحطات السنوية في عالم الكرة، حيث يجمع نخبة من ألمع نجوم اللعبة. ويتصدر قائمة الحضور هذا العام كل من النجم المصري محمد صلاح لاعب ليفربول الإنجليزي، إلى جانب الثنائي المتألق عثمان ديمبيلي وأشرف حكيمي من نادي باريس سان جيرمان. ويبدو أن المنافسة على الكرة الذهبية هذا العام ستكون مشحونة بالتقارب والندية، إذ يصعب حتى اللحظة التنبؤ بالفائز النهائي. ومع ذلك، يبرز ثلاثي باريس سان جيرمان (ديمبيلي، حكيمي، فيتينيا) ضمن الأسماء الأقرب للجائزة، بعد موسم استثنائي توّج فيه الفريق الباريسي بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه، بالإضافة إلى الفوز ب الدوري الفرنسي، مما يمنح لاعبيه دفعة قوية في سباق البالون دور. تُعتبر جائزة الكرة الذهبية، التي تُمنح سنويًا منذ عام 1956، واحدة من أكثر الجوائز الفردية المرموقة في عالم كرة القدم. اقرأ أيضًا: خاص- رانييري يكشف توقعاته للفائز بالكرة الذهبية