تأسرنى قصص الكفاح . أحترم كل عصامى .. يشقى ويتعب ويجيبها من تحت ناحتا فى الصخر .. متحليا بالعزيمة والإصرار ومتمسكا بحقه فى النجاح . أفرح لنبوغه وتفوقه. هؤلاء من يستحقون الاحترام. في الدورى الممتاز الكروى هذا الموسم قصص كثيرة للاعبين كافحوا وتحدوا كل الصعاب ولعبوا لفرق مغمورة فى الدرجات الأدنى وتعبوا وصبروا وأثبتوا وجودهم بل منهم من اختير لصفوف النخبة الكروية والمنتخب الوطنى رفقة الكبار .. ومع هؤلاء اللاعبين كانت ظاهرة المدربين الشبان الذين تولوا قيادة فرقهم بشجاعة .. منهم من أثبت كفاءته ومنهم من ينتظر .. كادر المدرب الوطنى مهم ومؤثر ويحتاج لاهتمام أفضل من القائمين على أوضاع الكرة المصرية ..محتاجون صقلا وتأهيلا ودورات جادة ومعايشات خارجية كبيرة .. كثير من مدربينا الشبان يملكون القدرة والرغبة والطموح ويحتاجون للدعم والثقة والفرصة .. من أصحاب هذه التجارب العصامية اللافتة المدير الفنى لفريق وادى دجلة محمد الشيخ .. أصغر مدرب فى اادورى بل أصغر من ستة لاعبين فى فريقه.. جابها من تحت أوى .. وحكايته حكاية ..! محمد الشيخ ابن ال 32 عاما يقود دجلة بكفاءة وشجاعة لاحتلال ترتيب متقدم وقد فاز على الزمالك بعد تلقين مدربه البلجيكى درسا فى فنون التكتيك الكروى وخرج الكرواتى يورشيتش بفريقه بيراميدز سعيدا بنقطة التعادل مع «دجلة الشيخ « الذى ينتظر أيضا لقاء الأهلى الاثنين القادم لعله يواصل إحراج الكبار وهو الذى يتقاضى راتبا يقل عن واحد بالمئة مما يحصل عليه المدربون الأجانب عندنا ، لكنه اختبار ماجد سامى رئيس وادى دجلة الذى يحسن اختيار مدربيه ويمنحهم الفرصة بشجاعة تبدو فى حينها نوعا من التهور! محمد الشيخ كان لاعبا مغمورا فى مركز شباب الساحل وبيجام ونادى البلاستيك لكن إصابته بالرباط الصليبى وهو فى سن العشرين ، أجبرته على الاعتزال المبكر ربما قبل أن يبدأ. الشيخ لف على كل شغلانة فى الكورة بحثا عن ذاته ، عمل حكما ووصل للدرجة الثانية. ثم عمل إداريا لنادى النجوم ورئيسا لنادى رع ثم اتجه للتدريب بعد أن حصل على دورة أولية ليتولى تدريب ناشئين فى نادى رع وتوت عنخ آمون ثم جرب حظه مع الفريق الأول بمركز شباب قرية صول إحدى قرى أطفيح بالجيزة فى الدرجة الثالثة وهو لا يعلم أن القدر السعيد يخبئ له فرصة الترقى من درجة «صول» إلى أعلى رتبة بين الكبار فى الدورى ! محمد الشيخ حين تولى العمل مع الناشئين فى وادى دجلة ظل حريصا على فرض أفكاره بشجاعة لفتت نظر ماجد سامى الذى أسند إليه تدريب فريق الشباب ليجهزه للفريق الأول وبالفعل وفى تجربة جريئة صعد بهم هذا الموسم للدورى الممتاز ليحتفظ ماجد به وبمعظم لاعبيه بعدما كسب الرهان .. محمد الشيخ فى كفاحه وتعبه وصبره وتطوير قدراته وإصراره على النجاح؛ يقدم نموذجا إنسانيا يستحق التوقف والتأمل.. والتقدير.