قال اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر وأستاذ العلوم السياسية، إن زيارة ملك إسبانيا فيليب السادس إلى مصر تمثل محطة مهمة في مسار العلاقات الثنائية، وتجسيدا لعمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، خاصة أنها تعد الزيارة الأولى منذ توقيع اتفاقية ترفيع العلاقات بين مصر وإسبانيا إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية في فبراير 2025. وأشار إلى أن الزيارة تأتي في توقيت بالغ الأهمية في ظل التحديات الراهنة التي تواجه المنطقة، و تمثل إضافة نوعية للعلاقات المصرية – الأوروبية، وخطوة بارزة نحو تعزيز العمل الدولي المشترك من أجل تحقيق السلام والاستقرار. اقرأ أيضا | ملك إسبانيا: مصر وإسبانيا يلتزمان بتعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط ولفت فرحات إلى أن لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي بملك إسبانيا عكس عمق الروابط السياسية بين البلدين، حيث تناول المباحثات الموسعة مختلف جوانب التعاون الثنائي، إلى جانب التشاور بشأن القضايا الإقليمية والدولية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية مشيرا إلى أن هذا اللقاء عكس حرص القيادة السياسية في البلدين على البناء على الشراكة الاستراتيجية، بما يخدم مصالح الشعبين ويعزز من مكانة مصر وإسبانيا كشريكين أساسيين في دعم الاستقرار بالمنطقة. وأشار نائب رئيس حزب المؤتمر إلى أن إسبانيا تمتلك سجلا من المواقف الداعمة للشعب الفلسطيني، حيث كانت من أوائل الدول الأوروبية التي أبدت استعدادها للاعتراف بالدولة الفلسطينية، إلى جانب دعمها المتكرر لحقوق الفلسطينيين في المحافل الدولية، وهو ما يجعلها شريكا مهما لمصر في حشد موقف أوروبي أكثر اتساقا لمواجهة العدوان الإسرائيلي والانتهاكات المستمرة ضد الشعب الفلسطيني. وأضاف فرحات أن مصر وإسبانيا تلتقيان في الرؤية بشأن ضرورة وقف العدوان، وتقديم الدعم الإنساني للشعب الفلسطيني، وإحياء مسار السلام العادل والشامل الذي يكفل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية، لافتا إلى أن هذا التعاون يضيف زخما قويا للجهود الدولية الرامية إلى حماية المدنيين وتعزيز الاستقرار في المنطقة. وتابع فرحات أن الزيارة تحمل بعدا اقتصاديا لا يقل أهمية عن بعدها السياسي، إذ تعد إسبانيا شريكا رئيسيا لمصر في العديد من القطاعات الحيوية مثل السياحة والطاقة المتجددة والاستثمار، بما يسهم في دعم خطط التنمية المستدامة التي تنفذها الدولة المصرية ويخدم مصالح الشعبين كما لفت إلى أن الروابط الثقافية والحضارية بين البلدين تمثل ركيزة إضافية لتعميق العلاقات، إذ يجمع مصر وإسبانيا تاريخ طويل من التبادل الثقافي والحضاري، وهو ما يمنح الزيارة بعدا إنسانيا يعزز جسور التفاهم بين الشعبين. وأكد أستاذ العلوم السياسية أن مصر، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ستظل متمسكة بدورها المحوري في دعم القضية الفلسطينية والدفاع عن الحقوق العربية، مشددا على أن التوافق المصري – الإسباني بشأن القضية الفلسطينية يعكس عمق العلاقات السياسية بين البلدين، ويؤكد من جديد مركزية هذه القضية باعتبارها جوهر الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.