اليوم تنطلق فى الدوحة قمة عربية إسلامية استثنائية، بعد أن انتهكت إسرائيل سيادة دولة قطر الشقيقة، لا أحد يمكن أن يرضى بانتهاك سيادة الدول أو تقويض قواعد القانون الدولي، والمطلوب موقف عربي إسلامى مشترك. فنحن تجمعنا قضية واحدة، وهى ضرورة حماية الأمن القومى العربي، وصون كرامة الأمة، والرد على أى عدوان يهدد استقرارها. والمطلوب من القمة أن تخرج بقرارات تعكس إرادة حقيقية فى الدفاع عن الحقوق المشروعة، بعيدًا عن الاكتفاء ببيانات إدانة أو مواقف لفظية القمة تأتى فى توقيت بالغ الحساسية. المنطقة كلها تعيش على وقع تصعيد خطير، بينما تتجه أنظار العالم إلى العواصم العربية والإسلامية لمعرفة ما إذا كانت ستنجح فى بلورة موقف موحد يضع خطوطًا حمراء أمام الانتهاكات المستمرة. وهنا، يبرز الدور المصرى بوضوح. فمصر التى تتحمل عبء الملفات الإقليمية الكبرى، من القضية الفلسطينية إلى استقرار شرق المتوسط .. تجد نفسها مرة أخرى فى قلب المعادلة. الرئيس عبد الفتاح السيسى يقود تحركات دبلوماسية متوازنة، تجمع بين الحفاظ على الحقوق المشروعة للشعوب، وتجنب انزلاق المنطقة إلى فوضى أوسع. وهو منطق يعكس إدراك القاهرة لمسئوليتها التاريخية، ليس فقط كدولة جوار مباشر، بل كركيزة للاستقرار العربي. ننتظر من القمة أن تركز على عدة محاور: توحيد الموقف السياسى فى مواجهة الاعتداءات الأخيرة، والضغط من خلال القنوات الدولية. إبراز البعد الإنسانى للأزمة، والدعوة لتحرك إغاثى منظم يخفف معاناة المدنيين. التنسيق القانونى والدبلوماسى لمحاسبة من ينتهك سيادة الدول أو يهدد الأمن الإقليمي. لقد عاصرنا الكثير من القمم التى انتهت ببيانات قوية وشجب وإدانة دون أى أثر ملموس. والرهان الآن أن تكون قمة الدوحة مختلفة، وأن تنجح فى تقديم خارطة طريق واقعية. نريد أن تكون القمة بداية لتحرك جديد، يُعيد للأمة صوتها الموحد، ويثبت للعالم أن العرب والمسلمين ما زالوا قادرين على الدفاع عن حقوقهم إذا توافرت الإرادة.. فهل ينجح القادة فى قمة الدوحة؟