منذ عقود، ظل الشيب علامة طبيعية للتقدم في العمر، لكن انتشار تجربة جديدة في الصين يعتمد على حقن فيتامين B12 لإعادة اللون الطبيعي للشعر، أثار موجة واسعة من الجدل بين من يراها أملا طبيا ومن يعتبرها وهماً تسويقيا بلا دليل علمي قوي. اقرا أيضأ|لماذا يبدو شعرك باهتًا؟ الأسباب ونصائح فعّالة لاستعادة اللمعان والجاذبية القصة بدأت مع الممثلة الصينية قوو تونغ (37 عاماً) التي أعلنت عبر مقطع فيديو على منصة "Douyin" أنها خضعت لعلاج في مستشفى بمدينة شنجهاي يتضمن حقن أسبوعية من فيتامين B12 (أدينوسيل كوبالامين)، وهي تقنية مستوحاة من الطب الصيني التقليدي يُعتقد أنها تحفز إنتاج الميلانين المسؤول عن لون الشعر. وأوضحت قوو أنها أنهت 10 جلسات علاجية ولاحظت نمواً محدوداً لشعر أسود جديد من الجذور، لكنها لم تصل بعد إلى نتائج ملموسة بسبب انقطاعها عن بعض الجلسات، مؤكدة أنها تعتبر التجربة "ضريبة خبرة" حتى لو لم تنجح. العلاج، وفق الأطباء القائمين عليه، يمتد بين 3 إلى 6 أشهر، لكن فعاليته ما زالت محل شك واسع، خبراء غربيون، مثل استشاري الأمراض الجلدية البريطاني ماجنوس لينش، شككوا في جدواه، معتبرين أن النتائج قد تكون مرتبطة بعوامل مرافقة مثل الوخز الدقيق بالإبر. كما أشار الطبيب منير سوميجي إلى بدائل أخرى كحقن "الإكسوزومات" التي قد تنشط الخلايا الميلانينية وتعيد إنتاج الصبغة، في حين شدد خبراء تجميل وأطباء جلدية في لندن، في تصريحات لصحيفة ديلي ميل، على أن الأدلة السريرية المتوفرة حتى الآن غير كافية. ويرى متخصصون أن الشيب يرتبط بعوامل متعددة أبرزها التقدم في العمر، الوراثة، الإجهاد المزمن، بعض الأمراض المناعية، ونقص الفيتامينات مثل B12 وD، ما يجعل من الصعب نسب عودة لون الشعر لعلاج واحد بشكل قاطع. بين حماس التجارب الفردية وتشكيك الخبراء، تظل الحقن الجديدة لإخفاء الشعر الأبيض تحت مجهر البحث العلمي،وحتى ظهور دراسات سريرية موثوقة، يبقى الشيب جزءاً طبيعياً من مسار الحياة لا علاجا مؤكدا له بعد.