فيما لا ينتوى نتنياهو تراجعًا عن احتلال مدينة غزة، يحذر المستوى العسكرى فى تل أبيب من الخطوة، لاسيما عند النظر إلى تداعياتها على المستوى العملياتى، ومدى قدرة جيش الاحتلال على تفادى فخ عسكرى قد تنصبه المقاومة أمام المداهمة الوشيكة، إذ لا تمتلك قيادة العمليات الإسرائيلية معلومات حول قوام عناصر الفصائل الفلسطينية المسلحة، ولا ترصد بشكل كافٍ شبكة الأنفاق المتشعبة المعروفة ب«مترو» غزة، ولا يمكنها حتى دراسة كيفية تغلُّب سلاح المقاومة الخفيف على آليات جيش الاحتلال المدرعة بما فى ذلك الدبابة «ميركافا»، التى تعد الأكثر تطورًا فى العالم، حسب تعبير صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية. وبينما يتأهب جيش الاحتلال لعمليته العسكرية المزمعة فى غزة «مركبات جدعون 2»، وصدرت الأوامر بحشد عشرات آلاف الجنود إلى قوات الاحتياط، قال مصدر عسكرى رسمى فى جيش الاحتلال لشبكة CNN إن «الجيش ليس متأكدًا من عدد المسلَّحين الفلسطينيين داخل المدينة»، ملمحًا إلى أنه رغم مرور ما يقرب من عامين على الحرب، لم يتمكن الجيش من خوض عمليات بريَّة فى عمق المدينة، واقتصرت معاركه فى السابق على قصف غزة بالصواريخ والطائرات، بالإضافة إلى دور كبير للمسيَّرات. اقرأ أيضًا | a href="https://akhbarelyom.com/news/newdetails/4681080/1/%D9%85%D8%B2%D8%A7%D8%B9%D9%85-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%A7-%D8%A3%D9%85%D9%84-%D9%81%D9%8A-%D9%86%D8%AC%D8%A7%D8%A9-%D8%A3%D8%A8%D9%88%D8%B9%D8%A8%D9%8A%D8%AF%D8%A9-" title="مزاعم إسرائيلية.. لا أمل في نجاة "أبوعبيدة" من الاغتيال إذا كان في موقع القصف"مزاعم إسرائيلية.. لا أمل في نجاة "أبوعبيدة" من الاغتيال إذا كان في موقع القصف وفقًا للمصدر الذى لم تسمه شبكة CNN، تعتزم قوات الجيش الإسرائيلى خلال العمليات الوشيكة مواجهة عدو، حصل على وقت كافٍ للتمركز والحفر، مستخدمًا شبكة الأنفاق الواسعة تحت المدينة. ورغم مصادقة تل أبيب بالفعل على خطط العمل العسكرى فى غزة، حتى أن وزير الدفاع يسرائيل كاتس وصف المدينة ب«عاصمة حماس» قبل تهديده مجددًا ب«فتح أبواب الجحيم»، أوضح المصدر ذاته أن ما يوصف ب«مترو» حماس ليس مجرد شبكة أنفاق متعددة الطوابق، وأضاف: «إنها أكثر تعقيدًا بكثير مما توقعنا». وفيما تلتصق أقدام الغزاويين بأرض المدينة والقطاع، وتأبى نزوحًا أو تهجيرًا من الجغرافيا تحت أى ظرف، يعتزم جيش الاحتلال خلال العمليات المرتقبة، قصف عدد كبير من أهداف المنطقة الحضرية الكثيفة فى المدينة، بما فى ذلك المواقع التى لم يتم مهاجمتها حتى الآن بداعى اكتظاظها بالسكان، حسب المصدر العسكرى الإسرائيلى. ولا تتباين تحذيرات الضابط الإسرائيلى مع تقديرات عسكرية أخرى، تحذر نتنياهو وائتلافه من مغبة مداهمة غزة، مشيرة إلى أن «تحوُّل مبانى المدينة إلى ركام بفعل عمليات إسرائيل العسكرية على مدار ما يقرب من عامين، يفرض على جنود عملية «مركبات جدعون 2» واقعًا عسكريًا دراماتيكيًا حال محاولة غزو المدينة، إذ بات حطام المبانى بمثابة دروع طبيعية، تتخفَّى فيها عناصر المقاومة المسلحة، وهو ما يحيل تلك العناصر إلى أشباح، يصعب رصدها أو حتى التعامل معها، خاصة إذا اعتمدت حماس على عنصر المباغتة». السؤال الذى لا تجد له تل أبيب إجابة، هو كيفية نجاح المقاومة الفلسطينية فى مواجهة آليات ومدرعات إسرائيل الأكثر متانة على مستوى العالم، حسب تقدير الكاتب الإسرائيلى نيتسان سيدن، الذى أوضح فى مقاله المنشور بصحيفة «كالكليست» مدى تعويل المقاومة فى غزة على أسلحة الRPG البدائية، التى يعود تاريخ تطويرها إلى ستينيات القرن الماضى. ويطرح الكاتب فى هذا الخصوص سؤالًا استنكاريًا: كيف تهدِّد قذائف الRPG دبابات ال «ميركافا» المحصَّنة ضد القذائف المتطورة؟!، لكن الأكثر إثارة للدهشة بمنظور نيتسان سيدن، هو نجاح صواريخ حماس محلية الصنع المعروفة ب«ياسين» فى ردع المدرعات الإسرائيلية، وإجبار القادة العسكريين على التفكير أكثر من مرة قبل مداهمة منطقة أو أخرى بريًا فى القطاع. ويعزو الكاتب نجاح المقاومة فى هذا الخصوص إلى عدة احتمالات، من بينها: احترافية عناصر الفصائل الفلسطينية المسلحة فى إطلاق النار من مدى قريب يصعب اكتشافه، أو من زاوية يستحيل اعتراضها، أو إطلاق القذائف وسط بيئة ملغمة بكثافة بشرية مسلحة يستحيل تحديد موقعها، وهو الواقع الذى قد تواجهه قوات الاحتلال خلال عمليتها المرتقبة فى غزة. بالإضافة إلى ذلك طورت حماس سلاح ال RPG حتى صار بمقدوره إطلاق مقذوفين فى قذيفة واحدة، فضلًا تسريب معلومات للمقاومة تؤكد إمكانية اختراق الدبابة «ميركافا» ومدرعات إسرائيلية أخرى عبر تفادى إطلاق النار عليها من الأمام، وتكثيف استهدافها من جهات أخرى. وخلص الكاتب الإسرائيلى إلى أن إسرائيل ما زالت عاجزة عن توفير حل تكنولوجى لمثل هذه التحديات، وأضاف: «ربما تستطيع هيئة تطوير الوسائل القتالية الإسرائيلية «رفائيل» ابتكار سلاح دقيق مضاد للصواريخ، يمكن تثبيته على طائرة مُسيّرة ذاتية التشغيل، ليتجول مع الجنود مثل «كلب مخلص» فى كل مكان، وبالتالى يستطيع التعامل مع الأهداف المعادية، لكن هذه التكنولوجيا لم تتطور بعد، والحرب لا تنتظر أحدًا»، على حد تعبيره.